كَمْ مِنْ مُلوكٍ مَضى رَيْبُ الزَّمانِ بِهِمْ ... قَدْ أَصْبحوا عِبَرًا فِيْنَا وأَمْثالاَ
وقال أيضا:
أَلاَ مَنْ لِمَهْمومٍ الْفُؤادِ حَزينِهِ ... إِذا ابْتَزَّ مِنْهُ الْعَزْمَ ضَعْفُ يَقينِهُ
وإذْ هُوَ لا يَدْري لَعَلِّ كِتابَهُ ... سَيُعْطاهُ مَنْشورًا بِغَيْرِ يَمِينِهِ
ويَلْتَمِسُ الإِحْسانَ بَعْدَ إساءَةٍ ... فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَيْرَ مُعِينِهِ
إذا ما اتَّقَى اللهَ امْرُؤٌ في أُمورِهِ ... وكانَ إلَى الْفِرْدَوْسِ جُلُّ حَنيِنِهِ
سَعى يَبْتَغي عَوْنًا على الْبِرِّ والتُّقى ... لِيَبْتاعَهُ مِنْ مالِهِ بِثَمينِهِ
فَصَفِّ الْخَدِينَ ما اسْتَطَعْتَ منَ الْقذى ... أَلاَ إِنَّما كُلُّ امْرِئٍ بِخَدينِهِ
وخَيْرُ قَرينٍ أنْتَ مُقْتَرِنٌ بِهِ ... قَرينٌ نَصيحٌ مُنْصِفٌ لِقَرينِهِ
وَكُلُّ امْرِئٍ فيهِ وَفيهِ فَدارِهِ ... عَلى ذاكَ وَاحْمِلْ غَثَّهُ لِسَمينِهِ
لِكُلٍّ مُقامٌ قائِمٌ لا يَجوزُهُ ... فَدَعْ غَيَّ قَلْبٍ خائضٍ في فُتونِهُ
وأَفْضَلُ هَدْيٍ هَدْيُ سَمْتِ مُحَمَّدٍ ... نَبِيّ تَنَقاهُ الإِلهُ لِدِينِهِ
عَلَيْهِ السَّلامُ كانَ في النُّصْحِ رَحْمَةً ... وفي بِرِّهِ بالْعالَمِينَ وَلِينِهِ
إِمامُ هُدًى يَنْجابُ عَنْ وَجْهِهِ الدُّجى ... كَأنَّ الثُرَيَا عُلِّقَتْ بِجَبِينِهِ
وقال أيضًا:
أتَدْري أَيُّ ذُلٍّ السُؤالِ ... وفي بَذْلِ الْوُجوهِ إلى الرِّجالِ
يَعِزُّ عَلى التَّنَرُّهِ مَنْ رَعاهُ ... ويَسْتَغْني الْعَفيفُ بِغَيْرِ مَالِ
إِذا كانَ النَّوالُ بِبَذْلِ وَجْهي ... فَلا قُرِّبْتُ مِنْ ذاكَ النَّوالِ
مَعاذَ اللهِ مِنْ خُلُقٍ دَنِيءٍ ... يَكونُ الْفَضْلُ فيهِ عَلَيَّ لاَ لِي
تَوَقَّ يَدًا تَكونُ عَلَيْكَ فَضْلاً ... فَصانِعُها إلَيْكَ عَلَيْكَ عالِ
يَدٌ تَعْلو يَدًا بِجَميلِ فِعْلٍ ... كَما عَلَتِ الْيَمينُ عَلى الشِّمالِ