هُمَا أبانَا لَنَا مَا كَانَ مِن شُبَهٍ ... لِكَي نُمَيِّز فَنَحْذَر غَايَةَ الحَذَرِ

جَزَاهُمَا اللهُ عَنَّا كُلِّ صَالِحةٍ ... سَقَى ضَرِيحَيمهِمَا سَحًّا مِن المَطَرِ

أوصِيكَ أُوصِيكَ لاَ أوُصِيكَ وَاحِدَةً ... بِالعِلمِ يَا صَاحِ كَمْ في العِلمِ مِن وَطَرِ

تُدْرِكْ بِهِ الفَوزَ فِي دُنْيَا وَآخِرةٍ ... والذكْرُ يَبْقَى إذَا تذكر لَدى النَّفَرِ

مَن كَانَ باللهِ ذَا عَلمٍ ومَعْرفَةٍ ... مَعَ التُّقى فَهْوَ مَن خَوفِ الإِلهِ حَرِ

بِضَاعَةُ العِلمِ لا يُوذِيِكَ مَحْمَلُهَا ... في الصَّدْرِ مخْزُونَةً كالتِّبْرِ وَالدُرَرِ

لاَ يَسْتَطِيعُ لَهَا لِصٌ فَيسرقُهَا ... ولا تعنيكَ في الأسفَار والحضرِ

تَفْنَى الملُوكُ ويَفْنَى كُلُّ مَا مَلَكُوا ... وَلَسَت تَنْظُرُ مِن عَينٍ ولا أثَرِ

كَذَالِكَ المالُ إمَّا مَاتَ صَاحِبُهُ ... أو فَاتَهُ فَبَقِي في الهمِّ والحَسَرِ

بَينَاهُ قَد كَانَ مَحْبُوبًا لَدَى أُمم ... أمْسَى ذَليلاً وفِي أثْوابِ مُفْتَقِرِ

لا كنْ أخا العِلمِ في عِز وفِي شَرَفٍ ... وَدَأْبُهُ يَجْتَنِي مِن يَانِع الثَّمَرِ

كَمْ مِن وَضِيعٍ وَضِيعِ القَدْرِ فِي مَلاَءٍ ... رَقَى بِهِ العِلْمُ عِنْدَ الأنْجُمِ الزَّهَرِ

كَمْ مِن رَفِيعٍ رَفِيعِ القَدْرِ ذُو جَهلٍ ... كَأنَّه فِي المَلاَ ثَورٌ مِن البَقَرِ

لا تَفْخَرَنَّ بِدنْيًا لا بَقَاءَ لَهَا ... بَلْ بالتُقَى وبِكَسْبِ العِلمِ فافْتَخِرِ

وارْحَلْ رِكَابكَ عَنْهَا مُمْعِنًا هَرَبًا ... كابْن السَّبِيلِ الذِي قَدْ جَدَّ في السفر

فصل في اعتقاد أهل السنة والجماعة

ثم اعتقد كاعتقاد للهداة مضوا

ثم اعْتَقِدْ كاعْتِقَادٍ لِلْهُداةِ مَضَوا ... هُمُ الجَماعَةُ مَا سَارُوا بِهِ فسرِ

هُمُ يُؤمنُونَ بأنَّ الله جَلَّ إذَا ... بَقي مِن الليلِ ثُلثٌ أوَّلَ السَّحَرِ

يَنْزِل إلى ذِي السَّما الدُنيا يُنَادِهِمُ ... هَلْ سائِلٌ لِي فَأعْطِي كُلَّ مُفْتَقِرِ

أو تَائِبٌ مُقْلعٌ بالذَّنْبِ مُعْتَرِفٌ ... كَذاكَ مستَغفرٌ مِن الذُنُوبِ بَرِ

سَلِّمْ لِذَا وَارْفَعِ الكَفَّينِ مُنْحَرِفًا ... عن التَّحَارِيفِ والتَّكْييفِ فاقْتصِرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015