إِمَامُ الهُدَى أَعنى ابنَ تيميةَ الرِضَا ... بمسألةِ الِهجران مِنْ فاعِلِ الزَّلَلْ
بأَنْ الوَرَى عندَ الخوارج حُكمُهم ... مُثابُونَ إنْ جَاءُوا بما يُصلِحُ العَمَلْ
وأهْلُ عِقابٍ إن أسَاءوا وأذنَبُوا ... ولا حَقِّ في الإِسلامِ عِنْدَ ذَوِي الخَطَلْ
وأهلُ الهُدَى والعلمِ والدِّينِ والتُّقَى ... يَقُولُونَ بالتَّحقيقِ اللَّازماتِ بلا خَلَلْ
يُعامَلُ فِي الهِجْرَانِ فِي قَدْرِ ذَنْبِهِ ... ويُعطَى الحقُوقَ اللازمَاتِ بِلا خَلَلْ
ويَجْتَمِعُ الأَضْدَادُ في العَبدِ كُلُّها ... فَمِنْ حَسَنِ فيها ومِن سَيءِ الزَّلَلْ
كَخَيرٍ وشرٍّ والنِفاقِ وضِدِّه ... وكُفرٍ وإسْلامٍ وجِدٍّ مَعَ الهَزَلْ
وبِرِّ وفُجْرٍ والفُسوقِ مَعَ التُّقَى ... ومَعْصِيَةٍ مَعْ طاعةٍ حِينَ تُفْتَعَلْ
كَذَا سُنَّةٌ مَعْ بِدْعَةٍ واجتماعُها ... كَمَا هُو مَعْلُومٌ إلى غَيرِ ذِي العِلَلْ
فَيُحْمدُ مِنَ وَجْهٍ على حَسَاتِهِ ... ويَثْنَى عَليهِ بَلْ يُحَبُّ إذَا فَعَلْ
كَمَا أنَّهُ بالفِعْلِ لِلْخَيرِ والتُقَى ... يُثَابُ بِلا شَكٍ على ذلِكَ العَمَلْ
فَحَقٌّ لِذيِ فَضْلٍ مُرَاعَاةُ فَضْلِهِ ... بِقَدْر الذِي قَدْ يَسْتَحِقُ بِهِ الأجَلْ
يُوالَى عَلَى هذَا وتُرعَى حقُوقُه ... وكلُّ على مِقْدَارِ فَضْلٍ بِه حَصَلْ
ويُبْغَضُ مِن وَجْهٍ على هَفَواتِه ... وزلاَّتِه والسِّيِئاتِ مِنَ العَضَلْ
كَمَا أَنَّه بالسَّيِئاتِ وفعلِها ... يُعَاقَبُ تَنْكِيلاً وزَجْرًا عَن الخَطلْ
يُراعَى الَّذي قَدْ كَانَ أَصلحَ لِلْفَتَى ... وأَنَفعَ للدُّنيا ولِلْدِّينِ والعِلَلْ
يُعَادَى على هذَا بمقدارِ ذَنْبِه ... ويَرْحَمُه بالزَّجرِ عَنْهَا لينْفَتِلْ ...
وقال ابن القيم رحمه الله:
سيروا على نجب العزائم واجعلوا ... بظهورها المسرى إلى الرحمن
سبق المفرِدُ وهو ذاكر ربه ... في كل حال ليس ذا نسيان
لكن أخا الغفلات منقطع به ... بين المفاوز تحت ذي الغيلان
صيد السباع وكل وحش كاسر ... بئس المُضيفُ لا عجْزَ الضِّيفان