ولم أَسحَب ذُيُولِي في التَّصابي ... ولَمْ أَطْرَبْ بِغانيَةٍ ردَاحِ
وكنتُ اليَومَ أَوَّابًا مُنيبًا ... لَعَلِّي أَنْ تفوزَ غَدًا قِداحي
إِذا ما كُنْتُ مَكُبُولَ الخَطايا ... وعانِيَهَا فَمنْ لي بالبرَاحِ
فهَلْ مِنْ توبَةٍ مِنْها نَصُوحٍ ... تُطيِّرُني وتأْخذُ لي سَراحِي
فَيَا لَهْفي إِذا جُمِعَ البَرايَا ... على حِزْبِي لَدَيهِمْ وافْتِضاحي
ولولا أَنني أرْجُو إِلهِي ... ورَحْمَتَهُ يَئِسْتُ مِنَ الفَلاحِ
آخر:
لِمَاذَا أَنْتَ تَغْفُلُ عن رَقيبٍ ... بَراكَ فَذا يَراكَ ولَيس يَغْفُلْ
وتُشْغَلُ عنهُ مَفْتُونًا بِدُنْيًا ... ومن سوى البَرايَا لَيس يُشْغَلْ
يُنَادِي كلَّ ذي قَلْبٍ سَلِيمٍ ... لحَضْرَتِه وأنتَ أراكَ تَكْسَلْ
فقُمْ في كلِّ وَقْتٍ باجتهادٍ ... أجِبْ وَأقْبِلْ على مَولاكَ تُقْبَلْ
تنالُ مقامَ صِدْقٍ في حُضُورٍ ... بحَضْرةِ مَنْ عليه الكُلُّ عَوَّلْ
اللَّهُمَّ نَوِّرْ قُلُوبَنَا بِنُورِ الإيمَانِ وَثَبِّتْهَا عَلى قولِكَ الثّابِت في الحياةِ الدُّنْيَا وَفي الآخِرَةِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ وَتَوفَّنَا مُسْلِمِينَ وَالْحِقْنَا بِعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ يَا أَكْرَمَ الأكْرَمِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
هذه قصيدة وعظية تزعجك عن الدنيا وتزهدك فيها وتَحثُكَ على الآخرة:
حِيَلُ البِلَى تَأْتِي على المُحْتَالِ، ... ومَسَاكِنُ الدُّنْيا، فَهُنَّ بَوَالِ
شُغِلَ الأُلى كنَزُوا الكُنوزَ عن التُّقى، ... وَسَهَو، بِبَاطِلِهِم، عَنِ الآجالِ
سَلِّمْ على الدُّنْيا سَلامَ مُوَدِّعٍ، ... وَارْحَلْ، فَقَدْ نُودِيتَ بالتِّرْحالِ
مَا أَنْت، يَا دُنْيَا، بِدَارِ إِقَامَةٍ، ... مَا زِلْتِ، يَا دُنْيا، كَفَيءِ ظِلالِ