وإِذا أَتَيتَ قُبورَهُمْ فاسأَلْهُمُ ... عَمَّا لَقوا فيها مِنَ الأَهْوالِ
فسَيخُبِرونَكَ إِنْ فَهِمْتَ بِحالِهِمْ ... بِعبارَةٍ كالوَحْيِ لا بِمَقالِ
إِنّا بِها رَهْنٌ إِلى يَومِ الجَزا ... بِجَرائِم الأَقوالِ والأَفْعالِ
مَنْ لا يُراقِبُ رَبَّهُ ويَخافُهُ ... تَبَّتْ يَدَاهُ وما لَهُ مِنْ والِ
وله أيضًا رحمه الله:
أَلا خَبَرُ بِمُنتَزِحِ النَّواحي ... أَطِيرُ إِليهِ مَنْشُورَ الجَناحِ
فأَسأَلَهُ وأُلطِفَهُ عَساهُ ... سيأُسُو ما بِدِيني مِنْ جِراحِ
ويَجْلو ما دَجى مِن لَيلِ جَهْلي ... بِنُورِ هُدَى كُمُنْبَلِجِ الصَّباحِ
فأَبصُقُ في مُحَيَّا أُمِّ دَفْرٍ ... واَهْجُرُها واَدْفَعُها براحي
وأَصْحُو مِنْ حُمَيَّاها وأَسْلُو ... عَفافًا عن جَآذِرِها المِلاح
وأصْرِفُ هِمَّتي بالكُلِّ عَنْها ... إِلى دارِ السَّعادةِ والنَّجاحِ
أفي السِّتّينَ أهْجَعُ في مَقِيلي ... وحَادي الْمَوتِ يُوقِظُ للرَّواحِ
وقد نَشَرَ الزَّمانُ لِواءَ شَيبي ... لِيَطْوِيَني ويَسْلُبَني وِشَاحِي ...
وقد سَلَّ الحِمامُ عَليَّ نَصْلاً ... سَيَقتُلُني وإِنْ شاكَتْ سِلاحي
ويَحْمِلُني إِلى الأَجْداثِ صَحْبِي ... إِلى ضِيقٍ هُناكَ أَو انْفِسَاحِ
فَأُجْزى الخَيرَ إِنْ قدَّمتُ خَيرًا ... وشَرًّا إِنْ جُزيتُ على اجْتراحي
وها أَنا ذا عَلى عِلْمي بِهذا ... بَطيءُ الشَّأْوِ في سَنَنَ الصَّلاحِ
ولِي شَأْوٌ بمَيدانِ الخَطايا ... بَعِيدٌ لا يُبارى بالرياحِ
فَلو أني نَظَرْتُ بِعَينِ عَقْلِي ... إذنْ لَقَطَعْتُ دَهرِي بالنِّياحِ