خاب من كان يطيل الأملا ... يرتجي الخلد وينسى الأجلا
غافلاً في غيه مسترسلا ... (إن من يطلبُه الموت على)
(غرةٍ منه جديرٌ بالوجل)
صِلْ صديقًا لم تغيره المحن ... وإذا زرت فقلِّلْ في الزمن
قد رُوينا فيه عن جدِّ الحسن ... («غِبْ وزُرْ غِبًّا» تزدْ حُبًّا فمن)
(أكثرَ التردادَ أقصاه المَللْ)
من رأى المجد بثوب عنده ... أو بمال ليس يحصى عَدّه
فهو مغرور تعدّى حده ... (خذ بحد السيف واترك غمده)
(واعتبر فضلَ الفتى دون الحُلل)
من يكن بالفقر يومًا وُسِمَا ... وله فضلٌ جليل عُلِما
فله الإِكرام حتمًا لَزِما ... (لا يضرّ الفضلَ إقلالٌ كما)
(لا يضر الشمسَ إطباقُ الطَّفَل)
إنما الأسفار خيرٌ ظاهر ... وهو للأسرار يومًا شاهر
أَمَر الهادي بهذا «سافِرُوا» ... (حبّك الأوطان عجزٌ ظاهر)
(فاغترب تلْق عن الأهل بَدَلْ)
فالذي سافر يحظى بالمنى ... وتسلى بأعاجيب الدنا
فاترك الأهل وخلّ الوطنا ... (فبمكُثِ الماء يبقى آسنا)
(وسُرى البدر به البدرُ اكتمل)
فعلام اللوم يا من عبثا ... لم لا تترك قولَ الخبثا
واسْرِ كالبدر الذي لم يلبثا ... (أيها العائب قولي عبثا)
(إنَّ طيب الورد مؤذ بالجُعَل)