إنّ والي الحكم دومًا ممتحَن ... وله دامت بلايا ومحَن
وهو بين الخلق قِدْمًا ممتهن ... (إن نصف الناس أعداءٌ لمن)
(وُلِّي الأحكامَ، هذا إن عدل)
لم يحز يومًا على حالاته ... راحة في نفسه أو ذاته
وهو لاهٍ عن قضا حاجاته ... (فهْو كالمحبوس عن لذّاته)
(وكلا كفّيه في الحشر تُغلّ)
ولتكن في مثل هذا الموقفِ ... حيث لم يَلفَ له من مسعفِ
قائلاً فيه بقول المنصفِ ... (إنّ للنقص والاستثقال في)
(لفظة القاضي لَوَعظًا ومَثَل)
اتّعظ يا من قضى أو حَكَما ... سوف يلقى الشخص ما قد قدّما
وهو إن يعروه عزل نَدِما ... (لا توازى لذّةُ الحكم بما)
(ذاقه الشخص إذا الشخص انعزل)
قيل في الحكم سرور ومِحَن ... وكذاك السّقمُ يجري للبدن
فاتخذ في دوحة العز فَنن ... (فالولايات وإن طابت لمن)
(ذاقها فالسم في ذاك العسل)
إن لوم الناس أوهى كبدي ... وعنا المنصب أضنى جسدي
نحِّ عني حكمهم يا سندي ... (نَصَبُ المنصب أوهى جَلَدِي)
(وعنائي من مداراة السُّفَل)
دَارِهم في دَارِهم حتى تَجُزْ ... وارضِهم في أَرضِهم كيما تفُزْ
والفتى في كلِّ شيءٍ لا يحُز ... (قَصِّر الآمال في الدنيا تفُز)
(فدليل العقل تقصير الأمل) ...