قد مضى الجاهل في تبجيلها ... وسعى سعيًا إلى تذليلها
وغدًا يرغب في تسهيلها ... (عيشةُ الراغب في تحصيلها)
(عيشةُ الزاهد فيها أو أقلّ)
كم غبيّ في هواها يسهر ... وعليم عن مناها يُدبِر
كسرت قومًا وقومًا تنصُرُ ... (كم جهولٍ وهو مثرٍ مُكثِر)
(وعليم مات منها بالعِللْ)
قلّل السعي وكن متّزنا ... ما قضاه الله لابدّ لنا
لا يزيد المرء بالسعي غنى ... (كم شجاع لم ينل فيها المنى)
(وجبان نال غاياتِ الأملْ)
فوّض الأمر لربي واستعدّ ... ثم سر نحو المعالي واجتهد
نابذًا دنياك عنها مبتعد ... (فاترك الحيلة فيها واتئد)
(إنما الحيلة في ترك الحِيَل)
خالقُ الأنفسِ أحصاها عدد ... ثم غذَّاهم فلم ينس أحد
فابذل الخير وكن خير سند ... (أيُّ كفٍّ لم تنل مما تَفِد)
(فرماها الله منه بالشلل)
ليس بالآباء تدعى مفردًا ... أو بخالٍ ثم عمٍّ تسعدا
بل بنفس كنت منها مجهدًا ... (لا تقُلْ أصْلي وفَصْلي أبدَا)
(إنما أصل الفتى ما قد حصل)
إنما المرء بخُلقٍ طيِّبِ ... كيفما كان بصدرٍ رَحبِ
في اكتساب المجد أو في أدبِ ... (قد يسود المرء من غير أبِ)