بَطَاغِيةِ الأٌّتراكِ مَنْ تركُوا الهُدى ... وهَدُّوا مِن الإِسلامِ شُمَّ المعاقلِ
وَزلْزلةُ الإِحساءِ منهُم مَهَابَةً ... وفَرَّ البَوادِي واعْتَلى كلُّ واعلِ
وَرحَّبَ أَقوامٌ بهم وتَأَلَّبُوا ... وحَضُّوْا على حِزْبِ الهُدى كلَّ جاهِلِ
وساءتْ ظُنُونٌ مِنْ أُناسِ كَثِيْرةٍ ... وقَدْ أَزعَجَتْهُم مُوْجِفاتُ البلابِلِ
وقَدْ أَظَهَرُوا لِلْكُفْرِ والفِسقِ والخَنَا ... ولِلْحُكْمِ بالقَانُونِ أَبْطَلَ باطِلِ
ولِلْمَكْرِ والمَكْرُوْهِ والفُحشِ جَهْرةً ... ومَا اللهُ عَمَّا يَعْمَلُونَ بِغَافِلِ
وَجَاءُوا مِنَ الفَحْشَاءِ مَا لاَ يعدُه ... ويُحْصِهِ إلاَّ اللهُ أَحْكَمُ عادِلِ
يُزِيلُ الرَّواسِيَ مَكْرُهم وخِداعُهم ... يُشيبُ النواصِيَ إذْ أَتى بالهَوائِلِ
لِذَلِكَ زَلَّتْ بِابنِ حِمْدَانَ رجْلُه ... إلى هُوةِ الأَهوى وأَسفَلِ سَافِلِ
فتَعسًا لَهُ مِنْ جَاهلٍ ذِي غبَاوَةٍ ... وتَبًا لَهُ مِن زَائِغٍ ذِي دَغَائِلِ
لَقَدْ زَاغَ عَنْ نَهجِ الشريعةِ وارْتَضى ... وِلايةَ أَحَبابِ الضَلالِ الأَراذلِ
وظَنَّ سَفاهًا ظَنَّ سُوءٍ بِرَّبهِ ... ولَيْسَ لَعَمْرِي لِلْمعَالِ بآهِلِ
كَمَا ظَنَّ غَوْغَاءُ الكُويتِ سَفَاهَةً ... سُمُوًّا وعِزًا بالطُغاتِ الأَسافِلِ ...
وأَوبَاشِ حَمْقَاءِ الحَسَاءِ ذَوُوْ الغَبَا ... وأَشياعُهم مِنْ كلِّ غَاوٍ وجَاهِلِ
أَمَا علمُوا أَنَّ الإِله لِدِينِهِ ... يَغارُ ويُخْزِي كُلَّ باغٍ مُخَاتلِ
ويُعلِي ذَوِي الإِسلامِ والدِّينِ والهُدى ... ولكنَّ أَهلَ الرَّيبِ مِنْ كلِّ واغِلِ
بُغاثٌ إذا أَبْصَرْنَ بَازًا وإنْ خَلَى ... لَهَا الجوُّ صَالتْ كالبَوازِي البَواسِلِ
وإن جَنَّ دَيْجُورُ الضلالةِ أبْصَرَتْ ... وَجالتْ بليلٍ حَالِكِ اللونِ حائِلِ
وإنْ طَلعتْ شمسٌ مِن الدِّينِ والهُدى ... تَجَحَّرْنَ واسْتَوْحَشْنَ مِنْ كلِّ صائِلِ
لئن كَانَ أَعداءُ الشريعةِ قَدْ طَغَوا ... وضاقَ بأَهلِ الدِّينِ رَحْبُ المنازلِ
وقَدْ أقبلُوا والأرضُ ترجفُ منهمُو ... لَقَدْ أَدبُروا كالمعصراتِ الجوافلِ
يَسوقهمُوا ريحٌ مِن الرعبِ عاصفٌ ... وبَرْقُ صِفاحِ المرهفات الصواقلِ