وَيَنْتَهِبُ الوُرَّاثُ أَمْوَالَهُ التي ... على جَمْعِهَا قاسَى عَظِيْمَ شَقَائِهِ
وَتُسْكِنهُ بَعدَ الشَّوَاهِقِ حُفْرةً ... تَضِيقُ بهِ بَعْدَ اتِّسَاعِ فَضَائِهِ
يُقِيمُ بهَا طولَ الزمانِ وَمَا لَهُ ... أَنيسٌ سوى دُودٍ سَعَى في حَشائِهِ
فَوَاهًا لَهَا مِن غُربةٍ ثم كُرْبَةٍ ... ومن تُربةٍ تَحْوِي الفَتَى لِبَلائِهِ
وَمِن بَعدِ ذا يَومُ الحِسَابِ وَهوْلُه ... فَيُجزَى به الإِنسانُ أَوْ فى جَزائِهِ
وَلاَ تَنْسَ ذِكَر الموتِ فالموتُ غائبٌ ... ولا بُدَّ يَوْمًا لِلْفَتَى مِن لِقَائِهِ
قَضَى اللهُ مَوْلانَا عَلى الخَلْقِ بالفَنَا ... ولا بدَّ فِيهم مِن نُفُوذِ قَضَائِهِ
فَخُذْ أُهْبَةً لِلْمَوتِ مِن عَمَلِ التُّقَى ... لِتَغْنَمَ وقْتَ العُمْرِ قَبْلَ انْقَضَائِهِ
وإِيَّاكَ والآمالَ فالعُمْرُ يَنقَضِي ... وَأَسْبَابُهُا مَمْدُوْدَةٌ مِن وَرَائِهِ
وَحَافِظْ على دِينِ الهُدَى فَلَعلَّهُ ... يَكونُ خِتامَ العُمْرِ عندَ انْتِهَائِهِ
فَدَوْنَك مِنِّي فاسْتَمعها نَصِيْحَةً ... تُضَارِعُ لَونَ التِّبْرِ حَالَ صَفَائِهِ