وغُيِّبْتُ في صَدْعٍ مِنَ الأرْضِ ضَيِّقٍ ... وأُودِعْتُ لَحُدًا فَوقَهُ الصَّخْرُ مُطْبَقُ
ويَحثُو عليَّ التُربَ أوثَقُ صَاحِبٍ ... ويُسْلِمُنِي لِلْقَبْرِ مَن هُوَ مُشْفِقُ
فَيَا رَبُّ كُنْ لِي مُؤْنِسًا يَومَ وَحْشَتِي ... فَإنِّي بِمَا أنْزَلْتَهُ لَمُصَدِّقُ
انْتَهَى
آخر: عِبَر وَمَواعِظ لِمَنْ كانَ له قَلب
نَخْطو ومَا خَطْوُنَا إلاَّ إلَى الأَجَلِ ... وَنَنْقَضِي وَكَأنَّ العُمْرَ لَمْ يَطُلِ
والعَيشُ يُؤْذِنُنُا بالمَوتِ أَوَّلُهُ ... وَنَحْنُ نَرْغَبُ في الأيَّامِ وَالدُوَلِ
يَأْتِي الحِمَامُ فَيُنْسِي المَرءَ مُنْيَتَهُ ... وَأَعْضَلُ الدَّاءِ مَا يُلْهِي عَنِ الأَمَلِ
تُرْخِي النَّوَائِبُ عن أعْمَارِنَا طَرْفًا ... وَنَسْتَقِرُّ وَقَدْ أَمَسْكَنَ بالطَوْلِ
لا تَحْسَبِ العَيشَ ذَا طُولٍ فَتَتْبَعُهُ ... يَا قُرْبَ مَا بَينَ عُنْقِ المَرْءِ وَالكَفَلِ
سَلَّى عَنْ العَيشِ أنَّا لا نَدُومُ لَهُ ... وَهَوَّنَ المَوتَ مَا نَلْقَى مِنْ العِلَلِ
لَنَا بِمَا يَنْقَضِي مِنْ عُمْرِنَا شُغُلٌ ... وَكُلُّنَا عَلِقُ الأحْشَاءِ بِالغَزَلِ
وَنَسْتَلِذُّ الأمَانِي وَهْيَ مُرْدِيَةٌ ... كَشَارِبِ السُّمِّ مَمْزُوجًا مَعَ العَسَلِ
انْتَهَى