فَقُلْ لِبَاهِتِهِمْ ظُلْمًا وشَانِئِهِمْ ... بُشْرَاكَ بُشْرَاكَ بالخُسرانِ والنَّدمِ
للهِ دَرُهُمُو مِن عُصْبَةٍ سَلَكُوا ... لِلْعلْمِ مَهْيَعَ صِدْقٍ غَيْرَ مُتَّهَمِ
جَاؤوا إلى طَلَبِ التَّوحِيْدِ لَيْسَ لَهُمْ ... فِي غَيْرِهِ مِن إرَادَاتٍ ولا هِمَمِ
جَاؤوا لِكَي يَفْقَهُوا في الأصل حَيُثُ عَفَتْ ... مِنْهُ الرُّسُومُ وأضْحَى دَارِسَ العَلَمِ
فَغَارَ قَوْمٌ فَدَامٌ مِن سَفَاهَتِهِمْ ... لمَّا رأوْهُمْ إلَى ذِي الأصْلِ ذُو هِمَمِ
مَا آثَرُوهُ مِنَ الأصْلِ الأصيلِ ومَا ... قَامُوا بِهِ مِن مُعَاداتٍ لِذِي التُهَمِ
ومِن مُوالاتِ مَن كَانَتْ عِنَايَتُهُمْ ... بالأصْلِ ثابتَةُ الأقدام والقَدَمِ
لَيْسُوا يَرَوْنَ أخَا الَّتْعليْمِ فِيْهِ وَفِي ... رَسَائِل الشيخ ذَا عِلْمِ ولا حكمِ
والعِلْمُ عِنْدَهُمُو مَا قَالَهُ الفُقَهَا ... وَحبَّذَا هُوَ بَعْدَ الأصلِ حَيْثُ نمُى
تَالله إنْ كَانَ ذَا ذَنْبًا لَقَدْ هَزلَتْ ... واخْلَولَقَ العِلْمُ فِيما بَيْنَنَا وعَمِ
وَاعِفتاهُ وَوَاغَوْاثَاهُ واحَزَنَا ... إنْ شَاعَ ذلكَ بَيْنَ العُرْبِ والعَجَمِ
وإنْ يَكُنْ شَغَبَ الوَاشُونَ وانْتَصَرُوا ... بالقِيلِ فِيهم وبالتحرِيفِ لِلْكَلِمِ
فَهِذِه سُنَّةٌ لَيْسَتَ بِمُحْدَثَةٍ ... كَانَتْ لِمَنْ قَبْلَهُم في سَالِفِ الأُمَمِ
تَبًا لهم مِن وُشَاةٍ مَا لَهُم قَدَمٌ ... في العِلْمِ رَاسِخَةٌ واللهِ أوْ قِدَمِ
لَكِنهُم شُغِفُوْا بالجَاهِ بَلْ فُتِنُوْا ... بالقِيْلِ والقَالِ فِعْلَ الآفِكِ الأثِمِ
تَبًا لَهُم مِن سُعَاةٍ حَاسِدِينَ لَقَدْ ... جَاؤوا بِقِيلٍ لَعَمْرِي شِيْبَ بالأضمِ
تَبًا لَهُم مِن سُعَاةٍ إنَّهُم لَهُمُو ... أحَقُّ بالذَّمِ مَخْفُوفُونَ لِلْكَلِمِ
يَا قَوْمُ واللهِ تكْفِيْرُ الذينَ عَصَوْا ... حَاشَا وكَلاَّ فَما هَذَا بِمُلْتَزَمِ
كَلاَّ ولاَ لاَزِمُ الهِجْرَانِ عِنْدهُمُو ... تَصْلِيكُمُ فارْعَوُوْا عن وَصْمَةِ الوَذَمِ
فإنْ يَكُنْ لازمًا فأْتُوا بِحُجِّتِكُمْ ... وأنْصتُوا لِجَوابٍ غَيْر مُنْفَصِمِ
وإنَّمَا الهَجْرُ كالتَّعزِير عِندهُمُو ... لِكَي يَفِيؤُوا ذَوُو الإِجْرَامِ بالنَّدَمِ
والحَمدُ لله حَمْدًا لا انْحِصَارَ لَهُ ... ذِي المْنِّ والفَضْلِ والإِحسانِ والنِعَمِ
ثُمَّ الصَّلاةُ مَعَ التَّسِلْيمِ مَا نَشَأَتْ ... بِيْضٌ يَعَالِيْلُ وانْهلَّتْ بِمُنْسَجِمِ