فَيا إخْوَتي مَهْمَا شَهِدتُمْ جَنَازَتي ... فقُومُوْا لِربِيْ وأسْألُوْهُ نَجَاتِي
وجُدُّوْا اْبِتَهالاً في الدُعَاءِ واخْلِصُوْا ... لَعَلَّ إلهي يَقْبَلُ الدَّعَواتِ
وقُولُوا جَمِيْلاً إن عَلِمتُم خِلاَفَهُ ... وأَغْضُوْا عَلَى ما كانَ مِن هَفَوَاتِي
ولا تَصفُوني بالذِيْ أنا أهْلُهُ ... فَأَشْقَى وَحَلُّوني بِخَيْرِ صِفَاتِي
ولا تَتَنَاسَوْني فَقدْمًا ذَكَرْتكمُ ... وَوَاصَلْتكُم بالبرِّ طُوْلَ حَيَاتِي
وبالرَّغْمِ فارَقْتُ الأحِبَّةَ مِنْكُمُ ... وَلَمَّا تُفَارِقِني بِكُمْ زَفرَاتِي
وإنْ كُنْتُ مَيْتًا بَيْنَ أيَدِيْكُمُ لَقًا ... فَرُوْحِيَ حَيٌّ سَامِعٌ لِنُعَاتِي
أناجِيْكُم حيًا وإنْ كُنْتُ صَامِتًا ... أَلاَ كُلُكُم يَوْمًا إلىَّ سَيَاتِي
ولَيْسَ يَقُوُم الجِسْمُ إلا بِرُوْحِه ... هُوَ القُطْبُ والأعْضَاءُ كالأَدَوَاتِ
ولا بُدَّ يَوْمًا أنْ يَحُوْرَ بِعَيْنِهِ ... لِيُجْزَى على الطَّاعَاتِ والتَّبَعَاتِ
وإلاَّ أكُنْ أهْلاً لِفَضْل ورحمةٍ ... فَرَبِي أهْلُ الفَضْلِ والرَّحَمَاتِ
فما زِلْتُ أرْجُو عَفْوَهُ وجِنَانَهُ ... وَأَحْمَدُه في اليُسْرِ والأَزِمَاتِ
وأسْجُدُ تَعْظِيمًا لَهُ وَتَذَلُّلاً ... وأَعْبُدُهُ في الجَهْرِ والخَلَوَاتِ
ولَسْتُ بِمُمْتَنٍ عليه بِطَاعتِي ... لَهُ المنُّ في التَّيْسْيْرِ للحَسَنَاتِ
اللَّّهُمَّ انْهَجْ بِنَا مَنَاهِجَ المُفْلِحِين، وألْبِسْنَا خِلَعَ الإِيْمَانِ واليَقَيْن، وَخْصَّنَا مِنْكَ بالتَّوفِيْقِ المُبين، وَوَفّقْنَا لِقْولِ الحَقِ واتْبِاعِهِ وخلّصْنَا مِنَ البَاطِل وابْتِدَاعِهِ، وَكُنْ لَنَا مُؤَيَّدا وَلاَ تَجْعَل لِفَاجِرِ عَلَيْنَا يَدَا، وَاجْعَلْ لَنَا عَيْشًا رَغَدا، وَلاَ تُشْمِتْ بِنَا عَدوَّاً وَلاَ حَاسِدًا، وارْزُقْنَا عِلْمَاً نَافِعًا وَعَمَلاً مُتَقَبَّلا، وَفَهْمَاً ذَكِيًّا صَفِيّا وَشِفَاً مِنْ كُلّ دَاء، واغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَميعِ المُسْلَمِيْنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الراحمين وصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصِحْبِهِ أجْمَعِيْنَ.