مُحَبًا لأهْلِ الخَيْرِ لا مُتَكَرِّهًا ... ولا مُبْغِضًا أوْ سَالِكًا مَنْهَجًا وَبِي
وكُنْ سَلِسًا لَبِيْبًا مُهَذَّبًا ... كَرَيْمًا طَلِيْقَ الوَجْهِ سَامِي التَّطَلُبِ
إلى كُلِّ مَن يَدْنُو إلى مَنهَجِ التُّقَى ... فَخَيِر الوَرَى أهْلُ التُّقَى والتَّقَرُّبِ
ومَنْهُجُهُمْ خَيّرُ المَنَاهِجِ كُلّهَا ... ومَوْكَبُهُمْ يَوْمَ اللِّقَا خَيْرُ مَوْكَبِ
فَهَذا الذي يُرْضَى لِكلِ مُوحِدِ ... وهذا الذي يُنْجِي بَيَومٍ عَصَبْصَبِ
وذلِكَ يَومٌ لَوْ عَلِمْتَ بِهَوْلِهِ ... لَبِتَّ لَعَمْرِي سَاهدًا ذَا تَقَلُّبِ
وَلَمْ تَتَلَذَّذْ بالحَيَاةِ وَطِيبِهَا ... وَأصْبَحْتَ فيها خَائِفًا ذَا تَرَقُبِ
انْتَهَى
قصيدة فيها تَضَرُّعٌ إلى رَبَ العِزِة والجَلالِ والكِبريَاء والعَظمة:
يا ذَا الجَلالِ ويا ذَا الجُوَدِ وَالكَرمِ ... قَدْ جِئْتُكَ خَائِفًا مِن زَلَّةِ القَدَمِ
ذَنْبِي عَظِيمٌ وَأَرْجُوْ مِنْكَ مَغْفِرةً ... يَا وَاسِعَ العَفْوِ والغُفْرانِ وَالكَرَمِ
دَعَوْتُ نَفْسِي إِلَى الخَيْرَاتِ فَامْتَنَعَتْ ... وَأَعْرَضَتْ عَن طَرِيْقِ الخَيْر والنِّعَمِ
خَسِرْتُ عُمْرِي وَقَدْ فَرَّطْتُ فِي زَمَنِي ... في غَيْرِ طَاعَةِ مَوْلاَيَ فَيَا نَدَمِي
حَمَلْتُ ثِقْلاً مِنَ الأَوْزَارِ فِي صِغَريْ ... يَا خَجْلَي فِي غَدٍ مِن زَلَّةِ القَدَمِ
رَاحَ الشَّبَابُ وَوَلَّى العُمْرِ فِي لَعِبٍ ... وما تَحَصَّلْتُ مِن خَيْرِ وَلَمْ أَقُمِ
زَمَانَ عَزْمي قَدْء ضَيَّعْتُهُ كَسَلاً ... وَالعُمْرُ مِنِّيْ انْقَضَى فِي غَفْلَةِ الحُلُمِ
قَدْ انْقَضَتْ عِيْشَتِي بِالذُّلِ وَاأسَفِي ... إِنْ لَمْ تَجدْ خَالِقي بِالعَفْوِ وَالكَرَمِ
ذِي حَالَتي وَانْكِسَارِي لا تُخَيِّبُنِي ... إِذَا وَقَعْتُ ذَلِيْلاً حَافِي القَدَمِ
أَتَيْتُ بِالذُّلِ والتَّقْصِيْر وَالنَّدمِ ... أَرْجُو الرَّضَا مِنْكَ بِالغُفْرانِ وَالكَرَمِ
سَارَ المجدُّونَ فِي الخَيْرَاتِ وَاجْتَهَدُوا ... يا فَوْزَهُم غَنِمُوْا الجَنَاتِ وَالنِّعَمِ
شِفَاءُ قَلْبِي ذِكْرُ الله خَالِقِنَا ... يَا فَوْزَ عَبْدٍ إِلى الخَيْرَاتِ يَسْتَقِمِ
صَفَتْ لأهْلِ التُّقَى أَوْقَاتُهُم سَعِدُوْا ... نَالُوا الهَنَا وَالمُنَى بالخَيْرِ والكَرَمِ
ضَيَّعْتُ عُمْرِي وَلا قَدَّمْتُ لِي عَمَلاً ... أَنْجُو بِهِ يَوْمَ هَوْلِ الخَوْفِ والزَّحَم