وَمَا وَارِثٌ إلاَّ سَيُوْرَثُ مَالُهُ ... ولا سَالِبٌ إلاَّ قَرِيْبًا سَيُسْلَبُ
وَلاَ آلِفٌ إلاَّ سَيَتْبَعُ إلفَهُ ... ولا نِعْمَةٌ إلاَّ تَبِيْدُ وَتَذْهَبُ ...
وما مِن مُعَانٍ في المَصَائِب جَمَّةٌ ... يُعَاوِرُهَا العَصْرَانِ إلا سَيَعْطَبُ
أَرَى النَّاسَ أصْنَافَاً أقَامُوا بِغُرْبَةٍ ... تُقَلِبُهُمْ أيَامُهَا وَتَقَلَّبُ
بِدَارِ غُرُورٍ حُلْوَةٍ يَعْمَرُوْنَهَا ... وَقَدْ عَايَنُوا فِيْهَا زَوَالاً وَجَرَّبُوا
يَذُمُونَ دُنْيَا لا يَريْحُونَ دَرَّهَا ... فَلَمْ أَرَ كالدٌّنْيَا تُذَمُ وَتُحْلَبُ
تَسُرُّهمُ طَوْرَاً وَطَورَاً تُذِيْقُهُم ... مَضِيْضَ مَكَاوٍ حَرُّهَا يَتَلَهَّبُ
انْتَهَى
ولبعضهم قَصِيدة سَمَّاهَا بواعِثَ الفِكْرَةِ في حَوَادِثِ الهِجْرَة:
سِنُّوا هِجْرَةِ المخَتارِ فِيهَا حَوَادِثٌ ... فَخُذْ نَثْرَها في كُلِّ عَامٍ وأحْكِمِ
مُصَلَّى قُبًا في (أوَّلٍ) ثُمَّ مَسْجِدٌ ... بُنِي وبُيُوتٌ والصَّلاةَ فأتْمِمِ
وَخَلْفُ أذَانِ جُمْعَةٍ ماتَ أسْعَدٌ ... بَراءٌ وعَبْدٌ للهِ أسْلَم فاسْلَمِ
و (ثانٍ) صِيَامُ فِطْرَةٍ أمَّ كَعْبةً ... وغَزْوَةُ وُدَّانٍ بُوَاطَ المُغَنِّمِ
عَشِيْرٌ وبَدْرٌ عُرْسُ عَائِش مِثْلُهُ الـ ... ـبَتُوْلُ ومَوْتٌ لاِبْن مَظْعُونَ أكْرِمِ
سَوِيْقُ سُلَيْمٍ قَيْنُقَاعَ ومِسْوَرٌ ... ومَرْوَانُ والنُعْمانُ سُرُّوا بِمَقْدَمِ
كذا ابنُ زُبَيْرٍ مثْل مَوْتِ رُقَيَّةٍ ... أَبُو بِنْتِ هِنْد إنْمَارُ كَانَتْ بِمَعْلَمِ
غَزَا أُحُدًا في (ثالثٍ) قَتْلُ حَمْزَةٍ ... وَذَا أَمْرٍ والخَمْرُ رُدَّتْ فَحَرِّمِ
وحَمْرَاءُ مَعْ بَدْرٍ أخِيْرًا بِنَاؤُهُ ... بِزَيْنَبَ ذَاتِ البِرِّ كَسْبًا لِمُعْدِمِ
كَذَا حَفْصَةٌ مَعْ أمِّ كُلْثُومَ زُوِّجَتْ ... أَتَى حَسَنٌ قَبْلَ الحُسَيْنِ المُقَدَّمِ
وفي (رَابعٍ) تَزْويْجُ هِنْدٍ مَعُوْنَةٌ ... نَضِيرٌ وقَصْرٌ والتَّيَمُّم فَافْهَمِ
مُرَيُسِيْعُ إفْك والرِّقاعُ ومَوْعِدٌ ... وَرَحْمٌ ومَوْتُ أمِّ المَسَاكِين عَظِّمِ
وصل لخوف ثم (في الخَمْسِ) خَنْدَقٌ ... قُرَيْظةُ سَعْدٍ مَاتَ دُومَةُ فافْهَمِ
ضِمَامٌ أَتَى إسْلامِ عَمْرٍو وخَالِدٍ ... وعُثْمانُ الدَّارِي التزَلْزُلُ فاعْلَمِ
وَفي (سَادِسٍ) لَحْيَانُ ذُوْ قُرَدٍ بِهِ ... حُدَيْبَةُ اسْتَسْقَى ابْنُ خَوْلَةَ أعْظِمِ