فآب إلى ما قد رآهُ وأَجْمَعوا ... جميعًا على قتلِ الغُواثِ ذَوِي الطَّردِ
وسَمَّوهُمُو أَهلَ ارتِدادٍ جميعَهُم ... وما فَرَّقُوا بينَ المقرِّ وذِي الجَحدِ
ولا بَيْنَ مَنْ يَدعُو مع اللهِ غيرَه ... كما هو معلومٌ لَدَى كُلِّ مُستَهْدِ
فإِن كنتَ ذَا علمٍ فعَن صَحْبِ أَحمدٍ ... أَبِنْ ذَلكَ التَّفريقَ بالسَّند المُجدِي
وإِلاَّ فَدَعْنَا مِنْ خِلافِ مُخَالفٍ ... لإِجماعِ أَصحابِ النَّبيِّ ذَوِي الرُّشْدِ
فما غيرُهم أَهْدَى طريقًا وَلَمْ يَكُنْ ... يُقَارِبُهُم تَا للهِ مَا الشَّوْكُ كَالْوَرْدِ
ومَنْ ردَّ إِجماعُ الصَّحابَةِ بالَّذِي ... يَراه الْخُلوفُ القاصِرونَ عَلى عَمدِ
فما ذاكَ إِلا مِنْ سَفَاهَةِ رَائِه ... ونُقْصَانِه في الدِّين والعقلِ والعَقْدِ
فما صحَّ بعدَ الاجتمِاعِ اختلافُهم ... وكيفَ وقَدْ كَانُوا جميعًا ذَوِي رُشْدِ
ودَعْنَا من التَّأْويلِ فهْوَ ضَلالةٌ ... وليس له فينا مَساغٌ ولا يُجدِي
كقولِكَ إِذْ سُمُّوا هُمُو أَهلُ رِدَّةٍ ... فَذلكَ تَغلِيبٌ وذا ليسَ بالمُجْدِى
وقد كنتُ قبلَ الآنِ أَحسبُ أَنَّه ... تَوهُّمُ صِدقِ المُفْتَرِي مِنْ ذَوِي الحِقْدِ
فلمَّا تأَملتُ النِّظَام وجَدْتُه ... مع الشَّرحِ في غىٍّ وبَغْي عَلَى عَمْدِ
فما عَرَف الكفرَ المبيحَ لِقَتْلِهم ... وَسَبْي ونَهْب المَال مِن غَيْر مَا رَدِ
ولا عَرَف الإِسلامَ حَقًّا وكَونَه ... لَهُم عاصمًا مِنْ كُلِّ مَا كانَ قَدْ يُرْدِي
فيأَيُّها الغَاوِى طريقةَ رُشْدِه ... ثَكِلْتُك مِنْ غاوِ قَفَا إِثْرَ ذي حِقْدِ
وصدَّقَ ما يعتادُه مِنْ تَوَهُّم ... بتلفيقِ تمويهٍ وهَمْطٍ بلا رُشْدِ
أَفِقْ عن مَلامٍ لا أبا لَك لمْ يَكنْ ... بحقٍّ ولا صِدْقٍ ولا قولِ ذي نَقْدِ
وقولُك يا أعمى البصيرَةِ بَعْدَ ذَا ... مِنَ الهَمْطِ في مزبور مَيْنِكَ عَنْ عَمْدِ
وهَذَا لعمرِى غيرَ ما أَنتَ فيه مِنْ ... تجاريك مِنْ قتلٍ لمَنْ كَانَ في نَجْدِ ...