إذا صحّ ما قلنا لديك فقولهُ ... رجعت عن النَّظم الذي قلت في النجدي
رجوعٌ عن الحقِّ الَّذي هو ذاكر ... عن السلف الماضين من كل ذي رُشد
إلى الغيّ من كفرٍ وشرك وبدعة ... إلى غير ذا من كل أَفعال ذي الطرد
فلو صحَّ هذا وهو لا شكَّ باطلٌ ... وزورٌ وبهتانٌ من النَّاظم المبدي
لكان لعمَرى ضحكةً ومناقضًا ... لما قال في منظومه عن ذوى الجَحْد
فدونك ما أَبدى عن المدح والثنا ... وما قال في ذم المخالف والضد
قفى واسألي عن عالمٍ حلَّ ساحها ... به يَهتدي من ضَلَّ عن منهج الرُّشد
محمدٍ الهادي لسُنَّة أَحمد ... فيا حبذا الهادي ويا حَبذا المهدي
لقد أَنكرت كلُّ الطوائف قولهُ ... بلا صَدرٍ في العلم منهم ولا ورْد
وما كلُّ قولٍ بالقبول مقابَلٌ ... ولا كلُّ قولٍ واجِبُ الطرد والرَّد
سوى ما أتَى عن ربِّنا ورسوله ... فذلك قولٌ جل يا ذا عن الندِّ
وأما أقاويلُ الرِّجال فإِنَّها ... تدور على قدر الأَدلَّة في النَّقد
لقد سرني ما جاءَني من طريقه ... وكنتُ أَرى هذي الطريقةَ لي وحدي ...
وقد جاءَت الأَخبارُ عنه بأَنَّه ... يُعيد لنا الشَّرع الشريف بما يبدي
وينشر جهرًا ما طوى كلُّ جاهلٍ ... ومبتدعٍ منه فَوَافَقَ ما عندي
ويعمُرُ أَركانَ الشريعة هادمًا ... مشاهدَ ضلَّ النَّاسُ فيها عن الرُّشد
أَعادوا بها معنى سُواع ومثلِه ... يغوثَ ووُدٍّ بئس ذلك من وُدّ
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... كما يهتف المضطرُّ بالصَّمد الفرد
وكم عقروا في ساحها من عقيرة ... أُهلت لغير الله جهرًا على عمد
وكم طائف حول القبور مقبِّلٍ ... ومستلم الأَركان منهن باليد