واعمل لطاعته تَنلْ منه الرضا ... إنَّ المطيعَ لربِه لمقرَّبُ
فاقنع ففي بعض القناعة راحةٌ ... واليأس مما فات فهو المطلبُ
وإذا طمعت كُسيت ثوب مذلةٍ ... فلقد كُسي ثوب المذلة أشعبُ
وألقِ عدوَّك بالتحية لا تكن ... منه زمانك خائفًا تترقَّبُ
واحذره يومًا إنْ أتى لك باسمًا ... فالليث يبدو نابه إذ يغضبُ
إنَّ الحقودَ وإنْ تقادم عهده ... فالحقدُ باقٍ في الصدورِ مُغيٍّبُ
وإذا الصديق رأيته متعلقًا ... فهو العدو وحقه يتجنَّبُ
لا خير في ود امرئ متملقٍ ... حلو اللسان وقلبه يتلهَّبُ
يلقاك يحلف إنَّه بك واثقٌ ... وإذا توارى عنك فهو العقربُ
يعطيك من طرف اللِّسان حلاوةً ... ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
واختر قرينك واصطفيه تفاخرًا ... إن القرين إلى المقارن يُنسَبُ
إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرم ... وتراه يُرجى ما لديه ويُرهَبُ
ويُبشُّ بالترحيب عند قدومهِ ... ويُقام عند سلامهِ ويُقَرَّبُ
والفقر شين للرجال فإنهُ ... يُزْرَى به الشهمُ الأديبُ الأنسبُ
واخفض جناحك للأقارب كلَّهمْ ... بتذلل واسمح لهم إنْ أذنبوا
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبًا ... إنَّ الكذُوبَ لبئس خِلاُّ يُصْحَبُ
وذر الحسودَ ولو صفا لك مرةً ... أبعدْه عن رؤياك لا يُستَجلَبُ
وزنِ الكلام إذا نطقت ولا تكن ... ثرثارةً في كل نادٍ تَخْطُبُ
واحفظ لسانك واحترز من لفظه ... فالمرء يسلم باللسانِ ويَعطِبُ
والسرَّ فاكتمْه ولا تنطق به ... فهو الأسير لديك إذ لا يُنشَبُ
واحرص على حفظ القلوب من الأذى ... فرجوعها بعد التنافر يَصعُبُ
إنَّ القلوبَ إذا تنافرَ وُدها ... شِبْهُ الزُّجاجة كسرُها لا يُشْعَبُ
وكذاك سر المرء إنْ لم يطوِهِ ... نشرته ألسنة تزيد وتكذبُ