وقالت صفية بنت عبد المطلب:
عَينِ جُودِي بدّمْعَةٍ تَسْكَابِ ... للنبي المَطَهَّرِ الأوَابِ
وانْدُبي المُصْطَفَى فَعُمّي وَخُصّي ... بدُمُوعٍ غَزِيرَةِ الأسرَابِ
عينِ مَنْ تَنْدُبينَ بَعْدَ نَبِيٍّ ... خَصّه اللهُ رَبَنّا بالكِتَابِ
فَاتِحٍ خَاتِمٍ رَحيمٍ رَءوفٍ، ... صَادِقِ القِيلِ طَيَبِ الأثْوَابِ
مُشْفِقٍ نَاصِحٍ شَفِيقٍ عَلَينَا ... رَحْمَةٍ من إلَهِنَا الوَهْابِ
رَحْمَةُ اللهِ وَالسّلامُ عَلَيهِ ... وَجَزَاهُ المَليكُ حُسْنَ الثَوَابِ!
وقالت صفية بنت عبد المطلب أيضًا:
آبَ لَيلي عَلَيّ بالتّسْهَادِ ... وَجَفَا الجَنْبَ غَيرُ وَطْءِ الوِسَادِ
وَاعْتَرَتْني الهُمُومُ جِدًّا بوَهْنٍ ... لأمُورٍ، نَزَلْنَ حَقًّا، شِدَادِ
رَحْمَةً كَانَ للبَرِيّةِ طُرًّا ... فَهَدَى مَنْ أطَاَعُه للسّدَادِ
طَيّبُ العُودِ وَالضّريبَةِ وَالشّـ ... ـيمِ مَحْضُ الأنْسَابِ وَارِي الزّنَادِ
أبْلَجٌ صَادِقُ السّجيةِ عَفٌّ ... صَادِقُ الوَعْدِ مُنْتَهَى الرُّوّادِ!
عَاشَ مَا عَاشَ في البَرِيّةِ بَرًّا ... وَلَقَدْ كَانَ نُهْبَهَ المُرْتَادِ
ثُمّ وَلّى عَنّا فَقيدًا حَميدًا ... فَجَزَاهُ الجِنَانَ رَبُّ العِبَادِ!
وقالت هند بنت الحارث بن عبد المطلب ترثي رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
يا عينِ جودي بدمعٍ منكِ وَابتَدرِي! ... كَمَـ تَنَزّلَ مَاءُ الغَيثِ فَانتَعَبَا
أو فيضُ غَرْبٍ على عاديّةٍ طُوِيَتْ ... في جَدْوَلٍ خَرِقٍ بالماءِ قدْ سَرِبَا
لَقَدْ أتَتْني منِ الأنباء مُعْضِلَةٌ ... أنّ ابنَ آمِنَةَ المأمُونَ قدْ ذَهَبَا