وَسُحَّا عليهِ وَابكيِا، ما بَكَيتُما، ... عَلى المرْتَضى للمُحْكَماتِ العزَائم
على المرْتضى للبرّ والعَدْلِ والتّقَى، ... وَللدّينِ والإسْلامِ بعدَ المظَالِم
على الطّاهرِ الميمونِ ذي الحلمِ والنّدى ... وذِي الفَضْلِ وَالدّاعي لخيرِ التراحمُ
أعَينَيّ ماذا، بَعدَما قد فُجِعْتُمَا ... بهِ، تَبكيَانِ الدّهرَ من وُلدِ آدمِ
فَجُودا بسَجْلٍ وانْدُبا كلّ شارِقٍ ... رَبيعَ اليَتَامَى في السّنينَ البَوَازِمِ
وقالت صفية بنت عبد المطلب أيضًا:
أعَينَي جْودا بدَمّعٍ سَجَمْ ... يُبادِرُ غَرْبًا بِمَا مَنْهَدِمْ
أعَينَيّ فاسْحَنْفِرَا وَاسْكُبَا ... بِوَجْدٍ وَحُزْنٍ شَدِيدِ الألَمْ
عَلى مَن اصْطَفَاهُ رَبِّ العِبَادِ ... وَرَبّ السَمَاءِ وَبَارِي النّسَمْ
عَلى المُرْتَضَى لِلْهُدَى وَالتّقَى ... وَلِلرَشْدِ وَالنورِ بَعْدَ الظُّلَمْ
عَلى الطّاهِرِ المُرْسَلِ المُجْتَبَى ... رَسُولٍ تَخَيّرَهُ ذُو الكَرَمْ
وقالت صفية بنت عبد المطلب أيضًا:
أرِقْتُ فَبِتُّ لَيلي كالسّلِيبِ ... لِوَجْدٍ في الجَوَانِحِ ذي دَبِيبِ!
فَشَيبّني، ومَا شَابَتْ لِدّاتي، ... فَأمْسَى الرأس مِنّي كَالعَسِيبِ
لِفَقْدِ المُصْطَفَى بالنّورِ حَقًّا، ... رَسُولِ اللهِ، ما لَكَ مِنْ ضَرِيبِ
كَرِيمِ الخيِمِ أرْوَعَ مَضْرَحِيٍّ ... طَوِيلِ البَاعِ مَنْتَجَبٍ نَجيبِ!
ثِمَالِ المُعْدَمِينَ وَكُلِّ جَارٍ ... وَمَأوَى كُلِّ مَضْطَهَدٍ غَرِيبِ
فَإما تُمْسِ في جَدَثٍ مُقيمًا ... فَقِدْمًا عِشتَ ذا كَرَمٍ وَطيبِ!
وَكُنْتَ مُوَفَّقًا في كُلِّ أمْرٍ ... وَفيما نَابَ منْ حَدَثِ الخُطُوبِ