وَيحَكَ انْتَبِهْ لِنَفْسِكْ ... قَبْلَ أنْ تُدْخَلْ في رَمْسِكْ
واعْمَل ليَومِكْ وأمْسِكْ ... واحْتَطْ لِرُوحِكْ وجسْمِكْ
لِتَسْلَمْ مِن الهَلاَكْ
اعْمَلْ حِذَارَ النَّدَامَهْ ... إذَا أرَدتْ السَّلاَمَهْ
وتَأمَنْ مِن الملامهْ ... إذَا قَامَتِ القِيَامَهْ
وقَدْ قَامَتِ الأمْلاَكْ
وقُمْتَ تَقْرَأ كِتَابَكْ ... وقد عَايَنْتَ أعْمَالَكْ
وشَهِدَتْ فِيهَا أعْضَاؤُكْ ... بِمَا كَانَ مِنْ أفْعَالِكْ
فَانْتَبِهْ قَبْلَ الهَلاكْ
إذَا عَايَنْتَ جَهَنَّمْ ... وقَدْ خِفْتَ أنْ لاَ تَسْلَمْ
وقَدْ قَال لَكَ مَالِكْ ... كَمَا قَالَ لأَمْثَالِكْ
تَيَقَّنْتَ بالهَلاَكْ ...
كَمْ كُنْتَ تَجْنِي وتَأمَنْ ... وَتَقُولُ أَنَا مُؤْمِنْ
ولم تَخَفْ مِن المُؤْمِن ... خَلاَّقِ الخَلْقِ المُهيمِنْ
وأنْتَ تَعْمَلْ يَرَاكْ
كَمْ أوقَاتٍ قَدْ تَتَالَتْ ... ومِنْ خُطًا قد تَوالَتْ
سَرِيعًا عَنْكَ وبَانَتْ ... في مَعَاصٍ ومَا فَاتَتْ
فيما يُغْضِب الرحمن
كَمْ قَدْ سَمِعْتَ المواعِظْ ... تُتْلَى ولا عِرْقٌ نابَضْ
أيضًا ولاَ دَمْعٌ فَائِضْ ... خَوفًا من بَاسطٍ قَابِضْ
ويحَكَ فَمَا أقْسَاكْ
كَمْ مُغْتِرِ في شَبَابِهْ ... لاهٍ عن عَرْضِ حِسَابِهْ
ومَا حَوَاهُ كِتَابُهْ ... مِمَّا جَنَى في شَبَابِهْ