ورَأَوا عَلاَمَاتِ الرَّحِيلِ فَبَادَرُوا ... تَحْصِيلَ ما الْتَمَسُوا مِن الأَزْوَادِ
فإِذا اسْتَمَالَ قُلُوبَهُم دَاعِي الهَوَى ... ذَكرُوا البِلَى في ظُلْمَةِ الأَلْحَادِ
نَظَرُوا إِلَى الدُنْيَا تَغُرُّ بأهْلِهَا ... بِوصَالِهَا وتَكِرُّ بالأَبْعَادِ
فَتَجَنَّبُوهَا عِفَّةً وتَزَهُّدًا ... وتَزوُّدُوا مِن صَالِحِ الأَزْوَادِ
ومَضَوا عَلى مِنْهَاج صَحْبِ نَبيّهمْ ... فَنَجْوَا غَدًا مِنْ هَولِ يَوم مَعَادِ
آخر:
يَا مَن يُعَاهِدْ ويَنْكُثْ ... عَلَى الطَّاعِة أنْ يَمْكُثْ
ولَو أقْسَم فهْوَ يَحْنِثْ ... كأنُه طِفْلٌ يَعْبِثْ
أمَا تَخْشَى مَنْ سَوَّاكْ
إلى مَتَى تُهْمِلْ نَفْسَكْ ... ناسٍ مَصِيرَكْ في لَحْدِكْ
وَأنْتَ في القَبْرِ وحْدَكْ ... والدُودُ لاَهٍ في جِسْمِكْ
وَقَدْ جَفَاكَ أخَاكْ
إنْ كُنْتَ مِثلي عَاصِي ... عَن الطَّاعَةِ مُتَقَاصِي
فَتُبْ فَورًا بإخْلاصِ ... قَبْلَ يُؤْخَذْ بالنَّواصِي
ولا تأْمَلْ باخْلاصْ
أَفِقْ وقُمْ وابْكِ مَعِي ... عَلَى الذَّنْبِ بأدْمُعِي
وقُلْ يَا رَبِّ كُنْ مَعِي ... عَسَاكَ تُدْرِكْ مُنَاكْ
عند اسْتِماعِ المَلاهِي ... تَحْضُرْ بِجِسْمِكْ يَا لاَهِ
أَمَا تَخْشَى مِن إلهي ... مَنْ لا تَخْفَى عليهْ خافِي
وَهْوَ عَلاَّمُ الغُيُوبْ
احْذَرْ مَصَائِدَ ذُنُوبِكْ ... وفَكِّرْ وانْظُر عَيُوبَكْ
ممَّا جَنَتْهُ عَيُونُكْ ... تَجِدْهَا شَيئًا يَهُولُكْ