حَسُودٌ عَدُوُّ الجُودِ والبَذْلِ والنَّدَى ... يَصُدُّ عن الخَيَراتِ عَنْهَا يُخَذِّلُ

جَبَانٌ عن الأعْدَا بَعِيدٌ مِن النَّدَى ... جَمُوعٌ مَنُوعٌ في الخَنَا مُتَوَغِّلُ

جَمِيعُ خِصَالِ الشَّرِ مُسْتَصْحِبٌ لَهَا ... وعَن كُلِّ أسْبَابِ المَعَزّةِ أَعْزَلُ

وفي الناسِ مَن لاَ يَملأُ البَحْرُ بَطْنَهُ ... فَقِيرُ فُؤادٍ دَائِمًا يَتَسَّوَّلُ

وفي الناس من يُغرِي الوَرَى بِلِسَانِهِ ... وبَينَ البَرايَا لِلنَّمِيمَةِ يَحْمِلُ

يَرَى أنَّ في حَمْلِ النَّمِيمَةِ مَكْسَبًا ... تَراهُ بها بَينَ الوَرَى يَتأكَّلُ

وَفي الناس أفَّاكٌ حَيُولٌ مُخَادِعٌ ... غَشُومٌ ظَلُومٌ مَاكِرٌ مُتَحَيِّلُ

وَكُلٌ سَيأْتِي فَرْعُهُ مِثْلَ أصْلِهِ ... وعن مِثْلِ شَكْلِ الأصْلِ لاَ يَتَحَوَّلُ

فَأهْلُ النَّدَى والجُودِ لا يَبْرَحُ النَّدَى ... مَعَ الجُودِ فِيما أنْسَلُوا يَتَسَلَسَلُ

ونَسْلُ شِرارِ الناسِ في الشَّرِ وَالرَّدَى ... عَلَى سُنَنِ الآباءِ أرْدَى وأرْذَلُ

عَلَى سُنَنِ الآبا وأخْلاقِ مَن مَضَى ... وإنْ مُتَّعَتْ تِلك النُسُولُ وأطْوَلُ

فَنَسْلُ جَبِانٍ أو بَخِيلٍ كَمِثْلِهِ ... ونَسْلُ الزَّكِي الفَحْلِ أزْكَى وأَفْحَلُ

جَنىَ الكَرْمِ يَأتِي طَيِّبًا مِثْلَ أصْلِهِ ... ويَأْتي جَنَاءُ الحَنْظَلِيَّةِ حَنْظَلُ

وَأُوصِي بِتَقْوَى الله كُلَّ مُكَلَّفٍ ... إليهَا أفِيئُوا أيها الناسُ أقّبِلُوا

وَعُضُّوا عَلَيهَا بالنَّواجِذِ إنَّهَا ... هُدَى اللهِ يَهْدَي لِلْخَلائِق فاقْبَلُوا

خُذُوا بالهُدَي أخْذًا قَويًا فإنَّهُ ... نَجَاةٌ ومَنْ يَأخُذُ بِهِ لا يُضَلَّلُ

وأدُوا فُرُوضَ الديِن بَعْدَ أدَائِهَا ... كَوَامِلَ في أوقَاتِهَا وتَنَفَّلُوا

عَلَيكُم بِتَقْوَى اللهِ لاَ تَتْرُكُونَها ... فإنَّ التُقَى أقْوَى وَأَولَى وأَعْدَلُ

لِباسُ التُّقَى خَيرُ الملابِسِ كُلِّهَا ... وأَبْهَى لِبَاسِ في الوُجُود وَأجْمَلُ

فَمَا أَحْسَنَ التَّقْوَى وأَهْدَى سَبِيلَهَا ... بِهَا يَنْفَعُ الإنْسَانَ مَا كَانَ يَعْمَلُ

فَيَا أيُهَا الإِنْسَانُ بادِرْ إلى التُقَى ... وَسَارِع إلى الخَيراتِ مَا دُمْتَ مُهْمَلُ ...

وَأكْثرْ مِن التَّقْوَى لِتَحْمِدَ غِبَّهَا ... بِدَارِ الجَزَا دَارٌ بِها سَوفَ تَنْزِلُ

وقدَِّمْ لِمَا تَقْدَمْ عَلَيهِ فَإنَّما ... غَدًا سَوفَ تُجْزَى بالذِي أنْتَ تَفْعَلُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015