قال تعالى: لنساء نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33] ، واعلم أن كل ما ينسب للجاهلية فهو مذموم ومنهي عنه.

قوله: «الطعن في الأنساب» (?) . الطعن: العيب؛ لأنه وخز معنوي كوخز الطاعون في الجسد، ولهذا سمي العيب طعنا.

والأنساب: جمع نسب، وهو أصل الإنسان وقرابته، فيطعن في نسبه كأن يقول: أنت ابن الدباغ، أو أنت ابن مقطعة البظور- وهي شيء في فرج المرأة يقطع عند ختان النساء-.

قوله: «والاستسقاء بالنجوم» . أي: نسبة المطر إلى النجوم، مع اعتقاد أن الفاعل هو الله - عز وجل -، أما إن اعتقد أن النجوم هي التي تخلق المطر والسحاب أو دعاها من دون الله لتنزل المطر فهذا شرك أكبر مخرج من الملة.

قوله: «والنياحة على الميت» . هذا هو الرابع، والنياحة: هي رفع الصوت بالبكاء على الميت قصدا، وينبغي أن يضاف إليه على سبيل النوح، كنوح الحمام.

والندب: تعداد محاسن الميت.

والنياحة من أمر الجاهلية، ولا بد أن تكون في هذه الأمة، وإنما كانت من أمر الجاهلية:

إما من الجهل الذي هو ضد العلم.

أو من الجهالة التي هي السفه، وهي ضد الحكمة.

وإنما كانت كذلك لأمور، هي:

1 - أنها لا تزيد النائح إلا شدة وحزنا وعذابا.

2 - أنها تسخط من قضاء الله وقدره واعتراض عليه.

3 - أنها تهيج أحزان غيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015