بالمجموع، بأن يكون كل واحد منها عند جماعة، والثاني عند آخرين، والثالث عند آخرين، والرابع عند آخرين، وقد تجتمع هذه الأقسام في قبيلة، وقد تخلو بعض القبائل منها جميعا، إنما الأمة كمجموع لا بد أن يوجد فيها شيء من ذلك؛ لأن هذا خبر من الصادق المصدوق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمراد بهذا الخبر التنفير؛ لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد يخبر بأشياء تقع وليس غرضه أن يؤخذ بها، كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لتركبن سنن من كان قبلكم اليهود والنصارى» أي: فاحذروا، وأخبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أن الظعينة تخرج من صنعاء إلى حضرموت لا تخشى إلا الله» ، أي: بلا محرم، وهذا خبر عن أمر واقع وليس إقرارا له شرعا.
قوله: " أمتي ". أي: أمة الإجابة.
قوله: «الفخر بالأحساب» . الفخر: التعالي والتعاظم، والباء للسببية، أي: يفخر بسبب الحسب الذي هو عليه.
والحسب: ما يحتسبه الإنسان من شرف وسؤدد، كأن يكون من بني هاشم فيفتخر بذلك، أو من آباء وأجداد مشهورين بالشجاعة فيفتخر بذلك، وهذا من أمر الجاهلية؛ لأن الفخر في الحقيقة يكون بتقوى الله الذي يمنع الإنسان من التعالي والتعاظم، والمتقي حقيقة هو الذي كلما ازدادت نعم الله عليه ازداد تواضعا للحق وللخلق.
وإذا كان الفخر بالحسب من فعل الجاهلية، فلا يجوز لنا أن نفعله، ولهذا