قوله: (وجعل آخره من قول ابن مسعود) . وهو قوله: (وما منا إلا ... ) إلخ. وعلى هذا يكون موقوفا، وهو مدرج في الحديث، والمدرج: أن يدخل أحد الرواة كلاما في الحديث من عنده بدون بيان، ويكون في الإسناد والمتن، ولكن أكثره في المتن، وقد يكون في أول الحديث، وقد يكون في وسطه، وقد يكون في آخره، وهو الأكثر.
مثال ما كان في أول الحديث: قول أبي هريرة رضي الله عنه: «أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار» ، فقوله: «أسبغوا الوضوء» من كلام أبي هريرة، وقوله: «ويل للأعقاب من النار» من كلام الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومثال ما كان في وسطه قول الزهري في حديث بدء الوحي: «كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتحنث في غار حراء،» والتحنث: التعبد) ، ومثال ما كان في آخره: هذا الحديث الذي ذكره المؤلف، وكذا حديث أبي هريرة، وفيه: «فمن استطاع منكم أن يطيل غرته، فليفعل» ، فهذا من كلام أبي هريرة.
قوله: «من ردته الطيرة عن حاجته» . (من) . شرطية، وجواب الشرط: (فقد أشرك) ، واقترن الجواب بالفاء؛ لأنه لا يصلح لمباشرة الأداة، وحينئذ يجب اقترانه بالفاء، وقد جمع ذلك في بيت شعر معروف، وهو قوله: