ولأحمد من حديث ابن عمرو: « (من ردته الطيرة عن حاجته، فقد أشرك) . قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: (أن تقولوا: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك) » . (?)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اسمية طلبية وبجامد ... وبما وقد وبلن وبالتنفيس
وقوله: (عن حاجته) . الحاجة: كل ما يحتاجه الإنسان بما تتعلق به الكمالات، وقد تطلق على الأمور الضرورية.
قوله: (فقد أشرك) . أي: شركا أكبر إن اعتقد أن هذا المتشاءم به يفعل ويحدث الشر بنفسه، وإن اعتقده سببا فقط فهو أصغر؛ لأنه سبق أن ذكرنا قاعدة مفيدة في هذا الباب، وهي: (إن كل من اعتقد في شيء أنه سبب ولم يثبت أنه سبب لا كونا ولا شرعا، فشركه شرك أصغر؛ لأنه ليس لنا أن نثبت أن هذا سبب إلا إذا كان الله قد جعله سببا كونيا أو شرعيا، فالشرعي: كالقراءة والدعاء، والكوني: كالأدوية التي جرب نفعها) .
وقوله: (فما كفارة ذلك) . أي: ما كفارة هذا الشرك، أو ما هو الدواء الذي يزيل هذا الشرك؟ لأن الكفارة قد تطلق على كفارة الشيء بعد فعله، وقد تطلق على الكفارة قبل الفعل، وذلك لأن الاشتقاق مأخوذ من الكفر، وهو الستر، والستر واق، فكفارة ذلك إن وقع وكفارة ذلك إن لم يقع.
وقوله: «اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك» . يعني: فأنت الذي بيدك الخير المباشر، كالمطر والنبات، وغير المباشر، كالذي يكون سببه من عند