رواه مسلم عن أحمد بن حنبل وسريج بن يونس على الموافقة (?).
وأخرجه أيضًا (?) من حديث ابن أبي عدي عن داود بن أي هند: أخبرناه القاسم ابن مظفر بإسناده هذا إلى ابن منده قال: أنا محمد بن إبراهيم بن مروان، ثنا زكريا بن يحيى بن إياس، ثنا محمد بن مثنى.
(ح) وأخبرني أبي، حدثني أبي، ثنا محمد بن بشار قالا: ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- قال: سرنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بواد فقال: "أَيُّ وَادٍ هَذَا"؟
قالوا: وادي الأزرق.
قال: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى. . . " فذكر من لونه وشعره شيئًا لم يحفظه داود "وَاضِعًا إِصْبَعَيهِ فِي أُذُنَيهِ لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالتَّلْبِيَةِ مَارًا بِهَذَا الوَادِي. . . " وذكر بقية الحديث.
رواه مسلم عن محمد بن مثنى به (?).
"الجُؤَارُ": بضم الجيم وبالهمزة: رفع الصوت.
وَقَدْ اختَلَفَ الْعُلَمَاءُ في هَذِهِ الرُّؤْيَةِ الَّتي رَآهَا نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- لِلأَنْبِيَاءِ عليهم الصلاة والسلام:
فَقِيلَ: إن ذلك كان في المنام بدليل ما جاء في بعض الروايات في الصحيح (?) عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ. . . " وذكر في الحديث قصة رؤيته عيسى ابن مريم -عليه السلام-.
وَقَالَ كَثِيرٌ مِنَ المُحَقِّقِينَ: إن ذلك رؤيا عين لا منام كما رآهم ليلة الإسراء رؤيا عين لا منام على الصحيح، وهذا هو القول الراجح.