وقال أبو طاهر بن السرح: سمعت ابن وهب يقول وسأله رجل عن حديث فحدثه به فقال له الرجل: من حدثك بهذا يا أبا محمد؟

فقال: حدثني به واللَّه الصادق البار عبد اللَّه بن لهيعة.

وفيه أقوال جيدة غير هذه وإن كان قول من ضعفه أكثر فروايته هذه تصلح للشواهد والمتابعات لرواية عبد الملك بن أبي بكر ومن تابعه، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن ثابت.

قال العلامة أبو عمرو ابن الصلاح رحمه اللَّه: واعلم أنه قد يدخل في باب المتابعات والاستشهاد رواية من لا يحتج بحديثه، بل يكون معدودًا في الضعفاء, وفي كتابي البخاري ومسلم جماعة من الضعفاء ذكراهم في المتابعات والشواهد، وليس كل ضعيف يصلح لذلك، ولهذا يقول الدارقطني وغيره في الضعفاء: فلان يعتبر به.

قلت: وذلك مثل محمد بن إسحاق وبقية ونحوهما (?).

وأما قوله: "أسقط ابن لهيعة ذكر سعد بن سعيد لضعفه ونكارة حديثه" فهذا مجازفة منه رحمه اللَّه فلم يقل أحد عن سعد بن سعيد أنه منكر الحديث كما زعم، وقد تقدم من القول في ذلك ما فيه كفاية.

فهذا حاصل ما ذكره ابن دحية رحمه اللَّه من الاعتراض على حديث أبي أيوب والجواب عنه.

وقد بقي اعتراضات لم يذكرها هو فنذكرها مع الجواب عنها:

فمنها: أن يقال: الحديث اختلف في سنده على عمر بن ثابت، فرواه أبو عبد الرحمن المقرئ، عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب موقوفًا عليه من غير ذكر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أخرجه كذلك النسائي (?) عن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم عن أبي عبد الرحمن، وأخرجه أيضًا (?) من حديث عثمان بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015