هذا الحديث: "إنه لا يصح عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" ليس بشيء، واللَّه أعلم.
وقوله: ولذلك أعرض عنه البخاري ولم يخرجه في "صحيحه".
يقال: على أن البخاري رحمه اللَّه باتفاق الأئمة لم يستوعب جميع الأحاديث الصحاح ولا كل الرواة الثقات حتى يدل عدم إخراجه الشيخ على ضعفه إذا لم يصرح بتضعيفه، وقد تقدم القول في مثل هذا على أن البخاري رحمه اللَّه قد استشهد بسعد بن سعيد في "صحيحه" فقال في كتاب الزكاة: وقال سليمان: عن سعد بن سعيد، عن عمارة بن غزية، عن عباس، عن أبيه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ. . . " الحديث (?). وقد أخرج له في كتاب "الأدب" (?) من رواية ابن المبارك عنه عن الزهري حديثًا، وذكره في "تاريخه" (?) ولم يضعفه بشيء ثم ذكر بعده سعد بن سعيد المقبري وضعفه (?).
وقوله: "والمانع من العمل بالخبر ثلاثة معان. . . إلى آخره.
يقال: هذا الكلام صحيح في الجملة لكن ليس في سعد بن سعيد هذا شيء منها، أما الجهالة والفسق فظاهر، وأما كثرة الغفلة والإتيان بالمناكير وغلبة الخطأ على حفظه فلم يقل فيه أحد من الأئمة أنه كذلك ولا أتى بمتن منكر، وقد تقدم قول الحافظ أبي أحمد بن عدي فيه: له أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة، ولا أرى بحديثه بأسًا. وهو أكثر الأئمة تفتيشًا عن أحاديث الضعاف، وكلامه هذا لا فائدة فيه، واللَّه أعلم.
ثم إن أبا الخطاب بن دحية رحمه اللَّه ساق الحديث من طريق أبي نعيم الحافظ قال: ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا محمد بن يونس الكديمي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا شعبة، عن ورقاء بن عمر، عن سعد بن سعيد به.