وروى هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر، أنه مر بأبي هريرة -رضي اللَّه عنه- وهو يحدث عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حديث من تبع جنازة فقال: أنشدك اللَّه يا أبا هريرة أسمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول هذا؟
قال: اللهم نعم، لم يكن يشغلني عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- غرس الودي ولا صفق بالأسواق لقد كنت أطلب من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كلمة يعلمنيها أو أكلة يطعمنيها.
فقال ابن عمر: يا أبا هريرة قد كنت ألزمنا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأعلمنا بحديثه (?).
وهذا إسناد صحيح، وأصل القصة في "صحيح مسلم" (?)، وفيه أن ابن عمر قال حينئذ: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
وقال ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم، أنه قعد في مجلس فيه أبو هريرة وفيه مشيخة من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كثير بضعة عشر رجلًا فجعل أبو هريرة يحدثهم عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يتراجعون فيه فيعرفه بعضهم، ثم يحدثهم الحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يعرفه، حتى فعل ذلك مرارا.
قال: فعرفت يومئذ أن أبا هريرة أحفظ الناس عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
رواه البخاري في "تاريخه" (?) أيضًا.
وقال شعبة، عن أشعث بن سليم، عن أبيه قال: قدمت المدينة فإذا أبو أيوب يحدث عن أبي هريرة، فقلت: تحدث عن رجل وقد كنت مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؟
فقال: إنه قد سمع؛ ولأن أحدث عنه أحب إلي من أن أحدث عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قلت: وممن روى عنه أيضًا من الصحابة: عبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن عمر، وجابر بن عبد اللَّه، وأنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع، وأبو أمامة سهل بن حنيف.