"تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" (?)؛ فقد علم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بما أطلعه اللَّه عليه أن معاوية سيملك وقال له: "إِنْ مَلَكْتَ فَاعْدِلْ" (?)، وعلم أيضًا ببغيه في قتال علي -رضي اللَّه عنه- ومع ذلك دعا له في الحديث الذي رواه يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم السمعي، عن العرباض بن سارية -رضي اللَّه عنه- قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ، وَقِهِ الْعَذَابَ" (?).
وقد ثبت عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- أنه صدق معاوية في الوتر بركعة واحدة وقال: أصاب إنه فقيه (?).
وروي عنه أنه قصر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمشقص (?).
وكذلك روى أيضًا عن معاوية: جرير بن عبد اللَّه البجلي، وأبو سعيد الخدري، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وعبد اللَّه بن الزبير، ومعاوية بن خديج، والسائب ابن يزيد، وجماعة غيرهم من الصحابة -رضي اللَّه عنهم-، وكل ذلك بعد ما وقع منه من قتال علي -رضي اللَّه عنه-.
واتفق أئمة التابعين بعدهم على الرواية عنه وقبول ما رواه هو وعمرو بن العاص وكل من قام معهما في الفتنة فكان ذلك إجماعًا سابقًا على قول من قدح فيهم، حتى إن جعفر بن محمد بن علي روى عن القاسم بن محمد عن معاوية حديثًا وقال محمد بن سيرين: كان معاوية -رضي اللَّه عنه- لا يتهم في الحديث عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قال الإمام أبو بكر البيهقي: كل من روى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ممن صحبه أو لقيه فهو ثقة لم يتهمه أحد ممن يحسن علم الرواية فيما روى.