الأصل الثالث: الإيمان بالكتب المنزلة، وهي الكتب التي أنزلها الله على الأمم بواسطة الرسل والأنبياء، والتي شرع الله فيها الدين والعقيدة والشرائع لكل أمة، وجعل هذه الكتب مرجعاً لتحكيم شرع الله عز وجل وتحقيق رضاه والسعادة للبشرية في الدنيا والآخرة.
وهذه الكتب المنزلة منها ما سمي وذكر لنا، فيجب أن نؤمن أنه حق قبل التحريف، مثل: التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم ونحوها مما ورد في النصوص، وهذه الكتب حق وتضمنت عقيدة صافية وشرائع لكل أمة بحسب ما شرع الله لها من مصالحها، وهذه الكتب كانت سليمة ثم دخلها التحريف والتبديل، ولذلك نسخها الله عز وجل بالقرآن، والكتب الباقية منها كالتوراة والإنجيل لا تزال تشتمل على شيء من الحق، ولذلك لا ترد رداً كلياً إنما تُعرض على ما جاء في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فما وافق الحق فهو حق، وما لم يوافق الحق فهو باطل مما أدخله المحرّفون، وعلى هذا فهذه الكتب نحترمها بأصلها، لكن حينما حُرّفت وبُدّلت، نسخها الله عز وجل وجعل القرآن هو المهيمن والناسخ لها، والقرآن هو أفضلها وأشملها وما قبله طرأ عليه التحريف، ولذلك يجب اتباعه دون ما سبقه من الكتب.
وإن اشتملت هذه الكتب على الحق إلا أن الحق الذي فيها جاء وافياً في كتاب ربنا وفي سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، ونظراً لأنه اختلط الحق فيها بالباطل فإن الرجوع إليها يلتبس على المسلم، ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم نهياً جازماً قاطعاً حازماً عن أن نجعل هذه الكتب مرجعاً نرجع إليه في ديننا أو في مصالحنا.