ستطلع عليه إذا طالعته فلم أتصرف فيها من قبل نفسي وتركته على حسب ما كتب في الأصول اعتمادًا على فهم الطالب، وتساهلًا في ذلك مني، واقتفاء بالسيدين السابقين: صاحب المجمع والنهاية، وربما تجد في بيان الألفاظ تقديمًا وتأخيرًا كذكر ما يتعلق بالميم قبل اللام والجيم قبل الياء فلم أتعرض له أيضًا ولا تصديت للتنبيه عليه، فإن أمثال هذه المسامحات من المتقدمين في بيان اللغة كثير وتبعهم في ذلك بعض المتأخرين، فالمرجو من الإخوان أن ينظروا إليه بعين الإحسان وأن لا ينسونا عن دعاء الخير والثبات على الإيمان ولا يفضحونا ببث الخطيئات والسقم، وما جرى فيه من الزلات وطغيان القلم، وليعفوا وليصفحوا، فإنه وإن بذلت فيه جدى وجهدي وصرفت فيه طاقتي ووجدي لا يخلو عن خطأ ونسيان، وختم الله لنا بالخير والسعادة بدعائكم أيها الإخوانن وجعله سببًا لرضاه ووسيلة إلى شفاعة سيد الإنس والجان، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وكان الشروع في كتابته وطبعه بعد عيد الفطر من سنة 1282هـ والإتمام بعون الله ورمه وحسن توفيقه في أول جمعة من شهر رمضان سنة 1283هـ ببلدة لكهنؤ من بلاد الهند في المطبع العالي لمنشي نولكشور شكر الله لسعيه المشكور ووفقه للخير ودفع عنه كل ضير.
خاتمة الطبع الثاني
الحمد لله على إتمام الكتاب في المرة الثانية، والصلاة والسلام على خير من نطق بالحق والصواب، وقد وقع الفراغ من كتابته وطبعه في شهر شعبان من شهور سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها ألف ألف صلاة وتحية ببلد لكهنؤ في المطبع المنسوب إلى المنشي نولكشور الذي ملكه منشي براك نرائن، وكان في المنقول عنه في المرة الأولى: فرغت من كتابته صبيحة يوم الجمعة العشرين من رجب سنة ألف وتسع عشرة في خدمة المولى الأعظم والشيخ الأكرم حافظ زمانه ووحيد دهره الشهير بالشيخ عبد الحق الدهلوي أدام الله إفاضة بركاته على الطالبين - انتهى. وقد تبت عبارة المنقول عنه تبركًا بذكر الشيخ واستجلابًا لبركته - قدس الله روحه! وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.