والمعالي ولكن أنا - لقصور باعي وقصر ذراعي، وإزجاء بضاعتي واتساعي، وقلة فقهي وكياستي، ونقصان التحصيل في علم الحديث ودراستي، وكثرة همومي وأفكاري، واستيلاء الدواهي عليّ وعلى أعواني في هذا الخطب وأنصاري - أقدم رجلًا وأؤخر أخرى، وألزم حمية الندم وأرى الإحجام عنه أخرى، واستعفيت عنه مرارًا فأصر وما عفاني، وألح على حتى ألجاني، فاتبعت أمره لموافقته مركوز خاطري، وأجبت دعوته رجاء أن يقر به يوم القيامة ناظري، ولله حسن سعيه في بذل القناطير المقنطرة في جمع الأسباب والمواد، وجمع نسخ الكتاب من أطراف البلاد، حيث حصل ست نسخ منه، واحدة منها كانت قديمة منقولة عن نسخة المؤلف، وأخرى طلب من مجهلي شهر من عند الفاضل الأجل المولوي عبد الشكور، أبقاه الله إلى يوم النشور، وأخرى من دهلي، وأخرى من كانبور من العالم العامل الفقيه الكامل المولوي السيد إمداد على، سلمه الله العلي، وأخرى اشتراها لمائة روبية، وبعض آخر جيء بها من مواضع غير ما ذكر، ولقد كانت تطرقت الأغلاط إلى سائرها، ومسخت صور الغرائب فتعسر تميز الصحيح منها، ولم أجد نسخة مصححة أقفو إثرها فاستشكل على التصحيح الاطلاع على الصحيح، فراجعت في أمثال هذا إلى النهاية وشرح مسلم والقاموس والصراح والبيضاوي وغيرها، فما وجدت فيها من زيادة أضفت إليها، وغرضي من نقل عبارة النهاية والقاموس وغيرهما على الحاشية إما توضيح المقام أو بيان الاختلاف أو تصحيح ما فرط من قلم النساخ، والطالب الفطن يفهم أن المذكور إن كان موافقًا للكتاب فهو شرح له وإيضاح، أو مخالفًا فتنبيه وإيقاظ، أو غير ذلك فلا يخلو عن فائدة وزيادة، ولم يتيسر لي الرجوع إلى الكرماني والقسطلاني والطيبي فيما اشتبهت ألفاظها أو اختلطت عباراتها، لقلة الفرصة ولعدم نسخها عندي، فنقلتها في تلك المقامات على حسب ما وجدت في أكثر نسخ المجمع، وأشرت في بعضها بقولي: كذا في النسخ، لدفع توهم غلط الكاتب ورفع احتمال عدم تدبر المصحح والطابع، واعلم أن النسخ قد اتفقت في كثير من المواضع على كتابتها بغير المتعارف كتلى يتلو بالياء والدفو بالواو والريا بالألف وغيرها مما