تكملة مجمع البحار

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، فنقول بعد حمد الله تعالى على دوام نعمائه وتواتر آلائه، بتوفيق دوام خدمة جوامع كلم أكرم رسله، فإنها تقرب إلى الحق سبحانه ومنجاة من الهموم، وتوسل إلى وصول المرام وكشف الغموم، ومطية للعيش في الدارين ومرضاة لسيد الرسل، ومظنة لنيل المرام وجميع السؤل، لما دعا بهذا حضرة الرسول، ودعاؤه واجب القبول، فقال صلى الله عليه وسلم: نضر الله امرأ سمع مقالتي ووعاها وأداها كما سمع.

اعلم أني اصطلحت هنا وفي الأصل على أني أكتب أول كلمة من حديث بحمرة ليتميز عما تقدم إلا ان يتميز بحمرة علامات الكتب، وأتبع أصله في ترك حرف العطف على لفظ "فيه" في أول كل مادة من البابن وفي عطف ما بعده إلى تمام تلك المادة، وأيضًا قد نسيت في بعض ما ذكرته الأصل المنقول عنه فأعلمته بلفظ الغير؛ ثم إني إنما بارع ورع أبو السعادات مجد الدين المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري ثم الموصلي، صنف جامع الأصول والنهاية. وشرح مسند الشافعي، ولد سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وتوفى سنة خمس وستمائة، وله كتاب تفسير جامع بين الثعلبي والكشاف، وكتاب المصطفى المختار في الأدعية والأذكار - وغير ذلك، روى عنه ولده وأخوه ضياء الدين مصنف المثل السائر، وأخوه الآخر عز الدين صاحب التاريخ- كذا في حاشية النهاية. واعلم أنك لا تستفيد في بعض المواضع من هذا المسود إلا بالرجوع إلى مجمع البحار فلا تغفل عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015