خاتمة الطبع الأول
الحمد لله خالق الأرض والسماء، ذي العظمة والكبرياء، والجلال والثناء والآلاء، والصلاة والسلام الأتمان على سيدنا ومولانا وشفيعنا محمد سيد الأنبياء، وآله مصابيح الهدى الأتقياء، وأصحابه الكرام البررة الأصفياء، أما بعد فيقول العبد الضعيف محمد مظهر غفر الله له ولوالديه: منذ ساقني المقدور إلى بلدة لكهنؤ وبوأني الدهر بهذا المطبع كان يخطر ببالي طبع كتاب في علم لغة الحديث، فإن السابقين الأولين من أرباب المطابع قد بذلوا جهدهم في طبع متون الصحاح الستة فرادى وشروح المشكاة ونشروا العلم شكر الله سعيهم ونفع بها ولكن لم يتجهوا إلى كتاب يجمع الجميع ويتكفل لشرح الكل، فعن الخاطري طبع الكتاب المبسوط البحر الزخار، المسمى بمجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار، فإنه لعدم طبعه إلى هذا الوان، واختفاء أبكار محباته عن أبناء الزمان، لم يطمثهن إنس ولا جان، ومع ذلك جمع وجازة اللفظ وبسط المعانين وتهذيب العبارة وتشييد المباني، وإنه كالأساس لمعلوم الدين ومشكلاته، وأصل لضبط كلياته وجزئياته، وما يحصل بجهد ومطالعة كتب متفرقة وأسفار، يحصل منه دفعة بسهولة واختصار، وإنه كاسمه مجمع لتفسير القرآن وشرح غرائب الأحاديث والآثار، ومعالم لكشف أنوار التنزيل وعلوم الأخبار، جودة ألفاظه نور على نور، ووضوح معانيه يشرح الصدور، وعذوبة بيانه يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسه نار، وإليه يرجع كل من حاول شرح لغة وبيان ما يناسب المقام، أو تصدى لتحقيق الكلام على مقتضى المرام، ولعمري إن شاء الله إنه لكتاب عزيز ببذل الأرواح والأنفس جدير وحقيق، ويضرب الناس إليه بعد الختم بأكباد إبل يأتين من كل فج عميق، وقد كان يراودني في ذلك الذي أنا في بيته وخدمته كبير القوم، البعيد عن اللوم، محب العلوم وأهاليه، مروج الفنون وذويه، مجمع الجود والإفضال، جامع أرباب الفضل والكمال، أعني جناب من أعطاه الله صيتًا وجمالًا، وخدمًا وأموالًا، وأتاه الدنيا ذليلة، وأنعم عليه نعمًا جزيا، صاحب المطبع العالي، المنشي نول كشور ذي الفخر