تكلف لذلك، ما لم أره لغيره، ولا أظن أحداً يقوى عليه" (?).
وكانت للهيثمي خصوصية عند العراقي يحسده من أجلها أقرانه، فهذا ابن حجر وهو واحد منهم يقول متحدثاً عن تلامذة العراقي: "ومن أخصهم به صهره: شيخنا نور الدين الهيثمي. وهو الذي دربه وعلمه كيف التخريج والتصنيف، وهو الذي يعمل له خطب كتبه، ويسميها له" (?).
وابن حجر زامل الهيثمي بالتلمذة على شيخهما العراقي، وتتلمذ على الهيثمي، فهو أقرب الناس إليه، وأعرف الناس به، ولكن غيرة التلامذة أمر معروف، وأقوال الأقران في بعضهم ينبغي التوقف عندها.
فالصفات التي وصفه بها تلامذته، والذين ترجموا له، هي أنه "كان هيناً، ليناً، خيراً، ديناً، محباً في أهل الخير، لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابه. الحديث.
وكان سليم الفطرة، كثير الخير، كثير الاحتمال للأذى خصوصاً من جماعة الشيخ" (?).
"وكان ساكناً، شديد الإنكار للمنكر" (?).
"وكان محباً للغرباء وأهل الدين والعلم والحديث، كثير التودد إلى الناس مع العبادة والاقتصاد والتعفف.
وكان -يرحمه الله تعالى- من محاسن القاهرة، ومن أهل الخير، غالب أوقاته في اشتغال وكتابة، كغير التلاوة بالليل والتهجد" (?).