لقد قدم مجمع الفقه الإسلامي منذ إنشائه مساهمةً قيمة في توضيح وتسهيل وتحديد التعاليم الإسلامية القائمة على الشريعة الإسلامية، ذلك أنه تبني أربعة وعشرين قرارا حول الشريعة، وأصدر ستا وعشرين فتوى حول مختلف القضايا المتعلقة بالمجتمع الإسلامي، وأن المواضيع المتنوعة التي بحثها المجمع أو تلك التي ما زال يبحثها تتضمن عملية زراعة أعضاء الإنسان ودفع الزكاة لصندوق التضامن الإسلامي، والاستثمار والمشاركة في الشركات واستخدام الملكية الخاصة لصالح المجتمع، والاستثمارات بشكل عام، والقضية المتعلقة بتأجير الممتلكات، إضافة إلى المسائل المتعلقة بالوحدة الإسلامية ومكافحة الفساد الخلقي.
ويسرني أيضا أن أسجل اهتمام المجمع بالمسائل الهامة المتعلقة بالأمور المالية والاستثمارات والأعمال المصرفية وغير ذلك من القضايا الهامة، وذلك من أجل مساعدة الدول الإسلامية في تنظيم اقتصاديتها وفقا لتعاليم الإسلام، ولا بد من الاستمرار في عقد الندوات المتخصصة حول هذه القضايا الهامة، كما أن توصيات الندوتين اللتين انعقدتا بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية حول الأمور المتعلقة بـ " تذبذب معدل الصرف " و" سندات المقارضة والاستثمار" يجب أن تنشر على نطاق واسع.
ومن بين المشاريع الجيدة التي تستحق التنويه والتي قام بها مجمع الفقه هي المشروعان المتعلقان بـ "موسوعة تيسير الفقه" و"الموسوعة الفقهية الاقتصادية" وستكون هاتان الموسوعتان في غاية الأهمية والفائدة بالنسبة للعلماء والباحثين والفقهاء في الدول الإسلامية، وسوف تكون لهاتين الموسوعتين قيمة كبيرة في المحاكم الشرعية التي أنشئت في العديد من البلدان الإسلامية وذلك نظرا لكونهما مرجعين أصيلين من الناحية الشرعية.
وأود أن أعرب عن تقديري للمجمع لما أولاه من أهمية للبحث عن حلول مناسبة للقضايا والمسائل المعاصرة التي تهم المسلمين في حياتهم اليومية.
إن نجاح المجمع في تحديد رأي يتفق عليه بالإجماع حول قضايا الشريعة وحول أسس علاقات الدول الإسلامية على المستويين الخارجي والداخلي سوف يساهم إلى حد بعيد في تعزيز الوحدة الإسلامية.
والواقع أن مجمع الفقه الإسلامي يستحق كل دعم مادي ومعنوي، وعليه فإنني أناشد جميع المسلمين المساهَمة في عمل المجمع بكل طريقة ممكنة من أجل تمكينه من القيام في أحسن الظروف بمهمته النبيلة الموكلة إليه، ألا وهي خدمة الأمة الإسلامية.