أصحاب السماحة والمعالي:
إن على مجمع الفقه الإسلامي كذلك أن ينظر الأسلوب الأمثل الذي يمكن الدول الإسلامية من إدماج المرأة في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ذلك أن دور المرأة ومكانتها في الإسلام كانا موضوع نقاش حتى في بعض الدول الإسلامية، وهذه قضية مهمة لأن المرأة تشكل تقريبا نصف الأمة، ولقد وضع القرآن الكريم المبادئ، وكانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم المثال الذي يحتذى في تطبيق تلك المبادئ النبيلة، ولا أظن أن هناك اليوم شكا فيما يخص المكانة الرفيعة التي تتمتع بها المرأة في الإسلام، ولذا فعلينا أن نوفر الخطوات العملية التي نستطيع بها إدماج المرأة في تنمية مجتمعاتنا في هذا العصر.
أصحاب السماحة والمعالي
الإخوة الأعزاء:
وعلى مجمع الفقه الإسلامي أن يطور برنامج خدمات استشارية تستفيد منه الدول الإسلامية، على أن يتكون هذا البرنامج، ذو المجالات المتعددة الأبعاد ذات الصلة الوثيقة بالشريعة الإسلامية، من البحوث والدراسات التخصصية، ومن توفير التوصيات اللازمة حول موضوعات ذات أهمية بناء على طلب من إحدى الدول الإسلامية.
إن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الأبرار تعلمنا الكثير، وتؤكد أن من واجبنا العمل بمبادئ الإسلام النبيلة وتطبيقها عن طريق الجهاد ضد الجهل وتقوية أسس التضامن الإسلامي، ولقد كانت هذه هي الطريقة التي تم بها نشر ديننا الحنيف الذي انبعث من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى سائر أنحاء العالم، والإسلام دين العالمين، ولكي يدرك الإنسان مدى قوة هذا الدين فما عليه إلا أن يتفقه في القرآن الكريم، ويتعمق في سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن واجباتنا الأساسية كخدم لهذه الأمانة المقدسة، أن ننشر رسالة القرآن الكريم في أجلى صورة، فذلك فرض واجب على كل مسلم، ولا شك في أن على مجمع الفقه الإسلامي أن يضطلع بدور رائد في تنفيذ هذه المهمة النبيلة.