هذا وإن المجمع يعبتر أقدر الجهات على معالجة القضايا المعاصرة، كما يعتبر المرجع الأعلى لهيئات الإفتاء ومراكز البحث حيث تحال إليه المسائل الشائكة المحتاجة لنظر جماعي أصيل من خلال الأبحاث والدراسات العميقة التي يستلزمها طرح أي موضوع في دورات المجمع.
وفضلا عن هذا يلحظ المتابع لنشاط المجمع أنه احتل دورا محوريا في الملتقيات الفقهية التي تقام في أرجاء العالم الإسلامي وخارجه من مؤتمرات وندوات، إذ يشارك في أنشطة هذه الملتقيات من خلال أمانته العامة وبعض أعضائه المنتمين إلى جميع الدول الإسلامية أو خبراته في شتى التخصصات، وإن هذه المشاركة مزدوجة الاعتبار فهي من جهة روافد للمجمع، ومن جهة أخرى هي فرصة متاحة لاكتساب أو تعزيز الطابع الأكاديمي للطاقات العلمية.
لقد بادرتم يا صاحب السمو باستضافة هذه الدورة على أرض الكويت الحبيبة في فترة رئاسة سموكم للمؤتمر الإسلامي الخامس، لتكون إقامتها على أرض الكويت ظهيرا للجهود العلمية المحلية التي أوجدتموها على أرض البلاد وسهرتم على العناية والاهتمام بنموها، والمحافظة عليها، وتوأمة مع المؤسسات الأكاديمية وتلاقيا مع ما تبثه من فكر ومعرفة سواء أكانت هذه المؤسسات ذات طابع ثقافي شامل، كمؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي يرأس سموكم مجلس إدارتها، أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أم كانت مؤسسات معنية بالفقه والتشريع كالموسوعة الفقهية وكلية الشريعة، أم كانت معنية ببعض التخصصات الحيوية مع الاهتمام بالرؤية الإسلامية، كالمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، أم كانت مؤسسات تحقق الوجود الفعال للاقتصاد الإسلامي في صورته الخيرية كبيت الزكاة والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، أو في التنمية والاستثمار كبيت التمويل الكويتي.