وخير الأبناء من كانوا من الباقيات الصالحات، الذين تقوم حياتهم على الإيمان والعلم، والإخاء والعمل، وتستمر بهم حسنات الآباء، ويتسع الخير والعطاء.

نحن محتاجون إلى تربية الأجيال الجديدة على السماحة، وأن نغرس في نفوسهم إخاء يضم أبناء القبلة جميعا، ويشع منهم على العالمين، برا ورحمة في نور من كتاب أنزله الله تعالى هدى ورحمة، وبعث به رسولا على خلق عظيم وصفه بقوله {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء]

وتدعونا هذه التربية إلى مراجعة مناهج الدراسة، وإلى الاتفاق على الخطوط الرئيسية في أجهزة الدعوة الإسلامية، والإعلام والثقافة، بحيث تصبح من وسائل الربط والتوثيق، أما المسائل الخلافية فمكانها مجالس العلماء، سعيًا إلى المزيد من التقارب في جو من الأخوة والتعاون.

إخواني:

إن هذا الإخاء سينعكس على قضايانا الإسلامية، ونحن نرى - والحمد لله - مطالع الخير وإن خالطتها العقبات والمشكلات وهذه سنة الحياة، ومواد الاختبار التي يبتلي الله سبحانه بها عباده ليمحص إيمانهم، وعسى أن نكون من المحسنين.

وأمامنا قضية فلسطين:

ولقد استطاع الجيل الجديد من أبناء فلسطين أن يشق طريقه رغم كل ضغوط القهر ومحاولات طمس الهوية، وأن يؤكد ذاته على أرض النضال الشريف، وتحركت معه أجيال سبقته على الطريق، وتابعته عقول وقلوب لا تتحرك إلا إذا كان أصحاب القضية أحياء يدافعون عنها ويروونها بالجهد والتضحية.

وكانت وحدة القرار السياسي الذي عبر عنه المجلس الوطني الفلسطيني وميلاد الدولة الفلسطينية، من ثمار هذا النضال الصامد، وقد رحبت بذلك دول كثيرة بادرت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولا تزال الاعترافات تتوالى مؤكدة حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته فوق أرضه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015