حضرة صاحب السمو الملكي، حضرات السادة الأكارم،

من رحاب قصر الحكم بخضراء حجر، فيما بين البطحاء ووادي حنيفة، أين تقوم مدينة الرياض العزيزة الشامخة، قاعدة اليمامة، وعاصمة المملكة العربية السعودية جئنا محيين عروس الجزيرة عاصمة الثقافة العربية، التي ما ذكرت إلا ذكر معها صادق الوعد وحافظ العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز. فهو الرجل الذي عرف كل شيء عن الرياض، عرف تاريخها فأقام بها علاقة مشهودة بين أصالة الماضي وروعة الحاضر. إنا لسعداء اليوم بإشرافكم، حضرة صاحب السمو الملكي، على دورتنا الثانية عشرة، وقيامكن نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، أعزه الله، بإلقاء كلمته الحكمية والتوجيهية الخالدة بيننا.

هذا وإن مجمعكم بعد انبعاث معلمة القواعد إثر تعثر غير متوقع، وانطلاق الموسوعة الفقهية الاقتصادية من جديد، ليعالج في هذه الدورة المتميزة، إن شاء الله، عدداً من القضايا، من مستجدة وغيرها، مما عُرض من قبل. وهكذا نعود إلى قضية تغير قيمة العملة بعد أن أذن مجلسكم الموقر بعقد ندوة لها. وقد استجاب مصرف فيصل الإسلامي بالبحرين إلى رغبتنا مشكوراً، فعقد المجمع بالتعاون معه ندوة حول التضخم، تجسمت موضوعاتها في ثلاث حلقات بأماكن مختلفة: بجدة، وبكوالالمبور، وبالمنامة. وبعد درس المُشكل من طرف الفقهاء الشرعيين وفقهاء الاقتصاد الإسلامي، وإحاطة الدارسين من الجانبين بكل أطراف القضية صدرت عن الندوة المذكورة توصيات بشأن الموضوع المطروح، هي التي نود عرضها عليكم لاتخاذ القرار المناسب بشأنها. وإن بجانب ذلك قضايا فقهية هامة، وأخرى تمس الإجراءات الشرعية نتولى النظر في نتائج ندوات اجتماعية وعلمية تخصصية ونحوها، يتضمنها جدول أعمال هذه الدورة الموزع على حضراتكم والموجود بين أيديكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015