أما التشكيكات الأخرى فلا أعتقد أننا بحاجة كثيرة إلى ردها فمسألة الإيمان بالمصالح المرسلة في الواقع هو عمل بالشريعة ومقاصدها. ليس الإيمان بالمصالح المرسلة نفي للشريعة وإنما هو تطبيق لهذه الشريعة ولأهدافها ولمقاصدها في محله.

مسألة الاجتهاد في مقابل النص. قلنا إن أي اجتهاد في مقابل النص يعني محقًا للنص، طبيعة النص تنفي أي اجتهاد في مقابله.

مسألة أن الإسلام نظام ثابت لا يمكنه أن ينظم الحياة المتطورة، أيضًا أساتذتي يعلمون أن هذه شبهة حلها الإسلام بمرونته. الإسلام عالج جوانب ثابتة في الحياة الإنسانية بعلاجات ثابتة، فالخمر حرام لأنه مضر على الإطلاق، والربا حرام مطلقًا لأنه مضر على الإطلاق، والزنا حرام؛ لأنه مضر على الإطلاق، ولكنه في المجالات المتغيرة في علاقة الإنسان بالطبيعة، حتى في علاقة الإنسان أحيانًا مع إنسان آخر، هناك جوانب متغيرة تتبع تحول وتعقد الحياة الاجتماعية، الإسلام وضع لها أطرًا وقواعد وفسح المجال لولي الأمر ليقوم بتنظيم الأمور على ضوء المستجدات ووفقًا لأضواء كاشفة يقدمها لولي الأمر ليعمل بها وليملأ هذه المناطق، منطقة المباحات وما إلى ذلك.

أعتذر من سماحة الرئيس إذا كنت قد أطلت قليلًا ولكني أعتقد أنني قد عرضت أصولًا لشبهاتهم وأكدت أن هذه الأصول كلها مما يقبل التفنيد.

أسأل الله تعالى أن يوفقنا لتربية جيلنا وتربية جماهيرنا فضلًا عن تربية العلماء لأنهم مربون والحمد لله، تربيتهم على الفكر الإسلامي الحق لئلا يتأثروا بهذه الدعوات العلمانية الإلحادية. وفقكم الله، والسلام عليكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015