النقطة الخامسة: مسألة الوحي. نحن نعتقد أن للوحي قدسية كبرى، وأي خدش فيها هو خدش لكل الإسلام، لو رأيتم ما قاله سلمان رشدي وهجومه على الوحي هنا وهناك لعرفتم أنه يظهر الهجوم الرئيسي للعلمانية لكل الموحدين في الأرض. هم يحاولون أن يشككوا في قدسية الوحي. الوحي وحي طاهر، ونفس نبية طاهرة توصف الحقيقة بشكل كامل من الله {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} [الحاقة: 44 - 46] . الوحي يبقى طاهرًا كما هو دون حاجة لمثل هذه النظريات الغربية أو المتأثرين بها. فتشبيهه باطل وليس في محله.

تبقى مسألة الطاعة في الأخير وهي مسألة بحثها كلاميونا وعلماؤنا بحثًا منذ أول انطلاقة هذا العلم. الله تعالى مالك هذا الكون، الله تعالى مولى هذا الكون فهو المولى الحقيقي الوحيد لهذا الكون. الطاعة هي الحالة الطبيعية المنطقية للعبد أمام مولاه. المولوية هنا مولوية رفيعة حتى أنني رأيت بعض العلماء - وأنا أميل إلى هذه النظرية - يقول: ليس فقط علينا إطاعة الأوامر التي نقطع بصدورها من الله حتى ما نحتمل أن المولى يريده منا، فإن مولوليته عظيمة إلى الحد الذي يدفعنا إلى العمل بكل ما نحتمل أن نقوم به للمولى تعالى، ويسمي ذلك حقًّا مولويًّا، المرحوم الشيخ الصدر.

إذن العلماء عندنا حلوا هذه المشكلة. هناك إلزام عقلي منطقي طبيعي للعبد الحقيقي تجاه الولي الحقيقي الذي كل وجوده منه. فلا مجال للتشكيك مطلقًا في هذا المعنى وعلم الكلام بنى نظرياته بشكل واضح على هذا الحقيقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015