إذن تلاحظون أنه يسير مع الحلقات فردًا فردًا ومرحلة مرحلة ليحاول التشكيك في كل محور ومنبع العطاء الديني.
بعد كل هذا يطرح مقولات من قبيل أن الظروف، وأعتذر إذا كنت أتكلم وأنقل هذا المعنى لكن لكي نقف في محفل علمي على ما يقوله، إنه يقول: إن الإسلام صفة عامة للأديان، ومعنى ذلك أن كل الأديان هي إسلام. فلماذا كانت المسيحية ترفض النظام الاجتماعي؟ هو يبني إذن على مقدمات منحرفة. فنفس المسيحية لا تبني على رفض النظام الاجتماعي وليس المراد أن الإسلام هو كل الأديان. وهو يقول إن النظام الإسلامي نظام ثابت فكيف يستوعب الظروف المتغيرة؟ التغير سنة حياتية.
يطرح مسألة الإيمان بالمصالح المرسلة ويقول: الإيمان بالمصالح يعني نفي ونقض إطلاق الأحكام الإلهية.
ثم آخرًا يركز على هذه النقطة ويقول: الإسلام يريد أن يحكم العالم، وما دام أنه يريد أن يحكم العالم فيجب ألا يملك نظامًا اجتماعيًا.. وغير ذلك. وأنا هنا أريد أن أذكر بالنقاط التالية في جوابه والموضوع عندكم موجود.
النقطة الأولى: إن الضروري لا ينتج الجائز هذه مغالطة كبرى. أن الإيمان بالله تعالى ووحدانيته وصفاته لا تستلزم مطلقًا الإيمان بنظام اجتماعي غير مرن. ليس هناك ملازمة عقلية بين الإيمان بأن الله تعالى موجود بكل الصفات الإلهية الجلالية والكمالية وبين أن يكون النظام الاجتماعي الذي يأتينا من الله تعالى طبق علمه ورزقه وفضله على الكون يجب أن يكون هذا نظامًا اجتماعيًا لا تغيير فيه ولا تبديل وليس فيه نوع من أنواع الحياة هناك مواربة لتمرير قضية منطقية وقضية اجتماعية، الله تعالى بكل ما يصلح للإنسان رأى أن هذه الخيارات هي الأفضل للإنسان في حياته الاجتماعية. أين المنافاة للمنطق في هذا المعنى؟ وبهذا يسقط البناء الذي بني عليه هذا الكتاب، وهذا كتاب خطير - كما قلت - يجب أن نعرفه. كما يجب أن نعرف المشكلة وأن نردها بقوة. وهذا هو الأساس الفلسفي الذي بني عليه الكتاب.
النقطة الثانية المهمة: أنتم تعرفون أن العلماء أباحوا مسألة الواجب التخييري. الواجب التخييري هو خيارات في إطار معين لحل مشكلة معينة وهم أشاروا إلى هذا المعنى بشكل واضح.