في مطلع الكتاب يؤكد الكاتب على مبدأ (أسبقية العقل على النص) ويردد هذا الموضوع بشدة فيقول: إن الذي يوصلنا إلى الدين هو العقل، والذي يوصلنا إلى الله هو العقل، والذي يبين الحسن والقبح هو العقل. فالعقل هو المرحلة الأولى. لماذا إذن نترك المنبع الأول لنستمد نظامنا الاجتماعي من المنبع الثاني أو من المرحلة الثانية وهي الدين. هذه الفكرة يركزها في طول كتابه بشكل دقيق. ثم يعلن أن العلمانية قد تراجعت أمام الدين في حياتنا، لكنه يعلل ذلك بأنها لم تقم في سياق حركة نقدية شاملة لذلك نشأت هشة وسرعان ما هزمت. ويؤكد أنه يسعى لبيان قدرة الإنسان بمفرده لتحديد موقفه من الحياة بعيدًا عن الدين، وأن العوامل المعفية والميتا أخلاقية والميتاسياسية تؤكد ذلك، وأنه لا يمكن عقلًا أن تكون المعارف الاجتماعية العلمية مشتقة من المعرفة الدينية، وهذا يعني أن علينا أن نؤول كل النصوص القرآنية والدينية التي تدل على علاقة بين المعرفتين الدينية والاجتماعية لتعود العلاقة مجرد علاقة تاريخية محضة لها مبرراتها التاريخية ولها مبرراتها المفهومية والمنطقية.

وفي مطلع بحثه يفترض إمكان المعرفة الدينية وإن كان يشكك فيها في الأصل، كما يفترض إمكان المعرفة الاجتماعية ليدرس العلاقة بينها.

لا أريد أن أقرأ بحثًا وإنما أريد أن أبين النقاط الأساسية.

عادل ظاهر يركز على أمرين مهمين هما:

الأول: أسبقية العقل على الدين، وهذا يعطيه أسبقية المصدر ويقول: لماذا لا نأخذ بالعقل نظامًا للاجتماع؟ هذه نقطة يركز عليها كثيرًا. ويركز أيضًا على مسألة يسميها منطقية ويبحثها ربما في عشرات الصفحات لتركيزها هذه المسألة هي أن القضية الضرورية لا يمكنها أن تنتج قضية جائزة. هناك بحث منطقي صحيح يقول: إذا كانت المقدمات ضرورية فإن النتيجة سوف تكون ضرورية. وهو يطبق هذه القضية المنطقية في مجال يخلط فيه كثيرًا، فيقول: ألستم تعتقدون أن الإيمان بالله والإيمان بالمعتقدات الإسلامية قضية ضرورية؟ إذا كان الأمر كذلك فكيف يُنتج الإيمان بالله إيمانًا بنظام اجتماعي له بدائل يعني نظام اجتماعي جائز، جائز التعاونية والتبديل وليس نظامًا ضروريًّا؟.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015