6 - وهذه المحاولة توضح الخطأ الذي وقعت فيه محاولات النهضة الحديثة لأمتنا، وما زالت واقعة فيه محاولاتنا المعاصرة؛ إذ لم تنتهِ إلى أن محاولاتنا يجب أن تكون للارتفاع وليس العودة، فالعودة عبر الزمن مستحيلة إلى المستوى السابق الذي رسمته لحظة الكمال وليس أي مستوى آخر دونه، وعلى أن يكون على مستوى عصرنا وعالمنا في هذا العصر.
7 - وإن أمتنا لقادرة أن تنقذ نفسها وتنقذ الآخرين باختيار الخير لنفسها، وإلى الإنسانية كلها، يوم أن تقدم الاختيار الخير وسط ما تطرحه التكنولوجيا من تساؤلات: فتكنولوجيا الحرب صارت تطرح سؤال: أحرب أم سلام؟ أفناء أم بقاء؟ وتكنولوجيا الزراعة صارت تطرح سؤال: أاستمرار لنظام يقوم على الاستغلال وسوء التوزيع، أم إقامة نظام عالمي جديد يحقق الكفاية للجميع والعدالة في التوزيع؟ وتكنولوجيا المواصلات، وقد صغرت العالم إلى قرية، صارت تطرح سؤال: أاستمرار العنصرية والتفرقة أم تعايش وتعارف وتآخ؟، وتكنولوجيا الاتصالات والإعلام صارت تطرح سؤال: أتدفق إعلامي من جانب واحد، أم تحاور وتشاور وبحث عن الحق والحقيقة؟
ومجموع الاختيارات هي اختيار ثقافة عدوانية تؤدي إلى الحروب إذا ما استمر الاستغلال وسوء التوزيع والتجويع والعنصرية، أو اختيار ثقافة سلام يقوم على الكفاية والعدل والتحاور والتشاور.
وإننا لنملك الاختيار الخير والحل النهائي، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدًا علينا لنكون شهداء على الناس.
الأستاذ إبراهيم بشير الغويل.