ومن هنا، فنظرتنا في السلطة لا ترى أن الملوك أنصاف آلهة، أو ظل لله في الأرض، أو تجري في عروقهم دماء زرقاء، إلى آخر الخرافات التي سادت عقب تجمع مجموع الإقطاعيين إلى جانب إقطاعي كبير، واختياره ملكًا، واستمرار ادعائهم - وهم وإن لم يعودوا إقطاعيين، فقد صاروا أرستقراطيين! - إنهم يتميزون عن الآخرين ...

ونحن لا نشارك طبقة (البرجوازيين) الذين تكونوا في (برج) مهجور، هربوا إليه من الإقطاع، يجتمعون به ليلًا، و (يتاجرون) به نهارًا، حتى اتسع وصار (مدينة برجوازية) .

نحن لا نشاركهم الاعتراف بسلطة الملوك، و (الأرستقراطيين) من حولهم، ونكتفي بالمطالبة بنصيب معهم، تحت قبة (برلمان) - هو بلفظة (PaRliament) يعني لقاء أعداء لحسم بعض النقاط! -، ونتخذ درعًا يقينًا من استبدادهم من (دستور) أو (فصل سلطات) أو (وثائق حقوق الإنسان) .

فالأصل عندنا: 1 - أن السلطة لمجموع الناس، ولا نيابة عنهم ولا (ولي) يتولى أمورنا وكأننا قُصَّر، فالجماعة هي التي تقرر و (تعزم) ، أو (تجمع) أمرها في (جامعها) وفي (جمعها) . 2 - ثم هي التي تقدم الأول (أولي) - وهو من غير مادة ولي - الأمر (منها) ، وليسوا (عليها) أو (فيها) .. 3 - وتحكمها (شريعة) تحدد المنطقات، والمسارات، والوجهة، وهي شريعة قائمة على الفطرة، آخذة بالعرف - آمرة بالمعروف، وتكتمل بالدين القيم، فالجماعة أو الجمهور أو السواد هم الذين يقررون وفقًا لهذه الشريعة، وفقًا للفطرة، وفقًا للأعراف والمعروف، وفقًا للدين القيم ...

وبهذا لا مجال لطغيان أو ظلم أو استبداد أو احتكار، فرؤيانا غير رؤياهم التي تجعل البرجوازيين يزاحمون (الأرستقراطيين) ، ثم يظلمون (البروليتاريا) ، فتزاحمهم (البروليتاريا) لتفرض ديكتاتوريتها، ويكون الحكم دائمًا يعني قهرًا فرديًّا أو حزبيًّا أو طبقيًّا، واستغلالًا وحكرة ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015