إن رؤيانا هي رؤيا (مجتمع كل الناس) بالناس، ومن أجل الناس، والله هو رب الناس، ملك الناس، إله الناس، لا إله إلا هو.

و (لا إله إلا الله) هي خير ما دعا لها نبينا ورسولنا الخاتم - الذي كان القرآن ذكرًا له ولقومه، فكان شهيدًا علينا لنكون شهداء على الناس - وكذلك دعا له مَن سبقه من الأنبياء والرسل، وهي تعني ألا نعبد إلا الله، فلا يستعبدنا أحد، ولا نستعبد أحدًا، وتعني أننا خلفاء في الأرض - كل منا خليفة مؤتمن على ما سخر لنا، وهذا الذي سخر لنا إنما سخر لنا جميعًا؛ فالمال مال الله، ونحن عباد الله، ويقسم بيننا بالسوية، فالعدل (وهو إعطاء بمساواة) هو المطلوب أولًا، ثم يكون الإقساط (وهو إعطاء كل ذي حق حقه) في جزاء كل عمل، ولا عمل بدون جزاء، ولا جزاء بدون عمل: {فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 279] (بسرقة عمل الآخرين) {وَلَا تُظْلَمُونَ} (بمصادرة رأس مالكم الذي جاء جزاء عمل سابق) ، وعلينا ألا ننسى نصيب العجزة الذي حرموا نتيجة عجزهم، وعلينا ألا ننسى الفضل بيننا..

وبهذا يكون التعمير والعطاء، ويكون التقدم ماديًّا ومعنويًّا، وبهذا يقوم مجتمع الأخوة، الذي تسوده الألفة والمودة، ويقوم على التشاور والتعارف والحوار ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015